ريم القماطي
_ أنا ابنة الأندلس القديم،
_ ابنة الحُب الذي نما في قلوب الصّادقين،
_ صديقة البُسطاء، الذين يُسعِدُهُم رغيف خبزٍ ساخن، ويُحزِنهم غياب الشّمس…..
_ أنا أوجه التّناقض، أحب ما أكره، و أكره ما أحب….
أنا بذرة الأمل في قلوب البائسين،
وأنا البائسة التي ذبُلَتْ بِذرةُ الأمل داخلها
_ أنا كَ عاقِرٍ رَزقها الله بحملٍ بعد ثلاثون عام، عانَت وَيْلات المخاض لساعات، وانتهت ولادتها بوفاة الجنين….
_ أنا غيمةٍ مُشحونَة أصابت رُقعةً قاحِلة، فأخرجتها بُستاناً،
_ أنا حزنُ عجوزٍ مُلقاً بدار المُسنّين زوجته توفّت ولا يملك أبناء
_ أنا القويّة التي لم ولن تسقُط ولن تستسلم
_ أنا العاديّة جدّا، والغير مألوفة
_ أنا التي لا يعرفني جيّداً سوا من يحمل قلباً نقي
_ أنا التي ترى القتل مُباحاً، إن تعدّى أحداً على فردا من عائلتها
_ أنا القريبة من الصّادقين، والبعيدة جدا عن المنافقين
_ أنا فرحة الأطفال بالعيد
_ أنا قشعريرة النّجاح في قلوب المُرهقين
_ أنا المُتعجرفة التي لا يرغب بصحبتها الكثيرون
_ أنا العنيدة إن اقتنعت بشيء ما
_ أنا قلب أمي ونقاء أبي
_ أنا الفخر بإخوتي
_ أنا الاصرار بعزم أخواتي
_ أنا دمعة الفرح التي شقّت طريق اليأس
_ أنا سجدة القائم، التي انقضتْ بالتّحقيق
_ أنا كلمة جارحة أخذتْ مساراً خاطئاً وقتلتْ قلب أحدهم دون قصد، لأُسجَنَ في زنزانةَ التأنيب مؤبّدًا
_ أنا المُتسرّعة، التي تكاد تُنهي أصابعها، وهي تقضمها ندماً، بعد كل قرار
_ أنا ذات الوجه الواحد، الذي لا يلقى مجالاً مع المتعدّدين
_ أنا المُفرِطة في العَطاء، والحُب، فينتج عنه إفراطاً في الأذيّة إن أُوذِيتْ
_ أنا التي لا أعرف عن النّاس سِوا ما قالوهُ لي، لا أسأل ولا أتدخّل…
_ أنا المُنطوية، الوحيدة، المُنعزلة، التي تكون في قمّة استرخائها وسعادتها، حينما تشارك اللحظات مع ذاتها
_ أنا المحكمة القائمة، التي لا تُغلَق، تحاكم على أدنى سوءٍ أو تقصير
_ أنا الواثقة بذاتي حد الجنون، والمُشكّكة بي حد الاحباط
_ أنا المَرتع الحقيقي للخيبات
_ أنا رجفة القلب عند اللقاء الأول
_ ارتعاش الأقدام عند تلقّي الصّدمة الأولى
_ أنا البشوشة، والبائسة
_ أنا ليلة طويلة أسدلت ستائر مُعاناتها على فقيرٍ دون مأكلٍ او مشرب
_ أنا التي لم تُؤمن بالحُب يوماً سِوا حبّها لأبيها ، وترى أبيها سيّداً وتاجاً على رؤوس الرّجال… وحين بادرها أحدهم بالود أهدتهُ قلبها بلا مُقابل
_ أنا السّند، والعضد، والمُتَّكَئ، والأمان، والمودّة
_ أنا الكاتبة والقارئة، وأنا التي لا تجيدهما
_ أنا ابنة السّلف، أنتمي لهم بشدّة، قلبي مُتيّمٌ باتّباعهم، ولكنّهُ لايزال غير مُتّزن
_ أنا من كتبت أول كتاباتها، على شموع المتنبّئ وأحمد شوقي
_ أنا صديقة القلم والدّفتر وابنة الأفكار
_ أنا كثيرٌ من قليل، وقليلٌ من كثير
_ أنا الخير والشّر
_ أنا الجدّيّة واللامُبالية
_ يعرفني الكثيرون، و يفهمني القليلون
_ أنا أنا، بقلبٍ واحد، وعقلٍ واحد، وجسدٍ واحد، لا أتغيّر،
وأنت من تصنع منّي الشّخص الذي سيُقابلك
_أنا صديقة أنا، أنا منّي و إلَيْ