علي المسماري
لم أعد أنا أنا!! كل شيئًا إلى زوال، تلك الروح الرائعة الزاهرة الملونة، غدت غابة دون أشجار، غدت روحًا شريدة تبحث عنها في عنها، تبحث عن فيها فيها، نظرتُ فيَّ جيدًا لعلي أجدُ جانبًا مشرقًا، فلم أجد إلا ويلات الحروب تعم أرجاء مدن وجهي وضواحيَّ جسدي، تلك الخربان هنا وهناك في أرجائي كانت قصورًا منيرة، جعلتها قذائف الخيبات تهوي أرضًا، لم أجد من عاصمةُ نفسي التي هدمتها مدافع التعب إلا قصرًا واحدًا، يبدو منه رميص ضوء!!؟ دخلته فوجدت ذلك المقاتل طريح الأرض، مشعلًا سيجارة، في زاوية الغرفة، وجسده مخضبٌا بالدم، نظر إليَّ وابتسم، وقال لي:
إذا كانت النفوس كبارًا .. تعبت من مرادها الاجسادُ.