وجدان صقر
تعبت دماغي وأرهقتني الدراسة، فتوقفت لأخذ قسط من الراحة واحتساء كوب من القهوة لأستجمع تركيزي، وشردت في تفكيري وامتلأت دماغي بتساؤلات حول مستقبلي ومصيري وحياتي القادمة، وخطاي التي سأخطوها، وماذا سأفعل وكيف سأنجح وماذا سأختار!
وأخذت الأفكار تتصارع في رأسي حتى نظرت الى النافذة!
فوقعت عيني فجأة على الأرجوحة التي كنت ألازمها في صغري، وإذا بتلك الأفكار المتزاحمة في رأسي تختفي فجأة وكأنه لا أهمية لها، لتحل مكانها صورتي وأنا طفلة أركب تلك الأرجوحة وألهو بها وأصرخ بأختي وأترجاها لتدفع بي عاليا، وكأن ذلك كان بالأمس!
ثم رجعت لواقعي، ووجدت أوراقي المبعثرة أمامي مع الأقلام وكوب القهوة، فأدركت كم من الوقت مضى؟ وكم أني كبرت ونضجت؟ وكم تغيرت في أشياء من ذلك الوقت الى اليوم؟
فأنا اليوم الطالبة الجامعية التي تدرس بجد، ليس خوفاً من توبيخ أمي، بل لأني أدرك ما علي فعله وأحمل مسئولية نجاحي أو فشلي، ولا أرمي بحملي على أحد لتحمل عواقب فشلي، أنا اليوم أصنع مصيري بيدي، فإما أكون أو لا أكون.