يسري عبدالعزيز
منذ أيام قلائل نشر الأستاذ الناشر هشام الفرجاني (وهو ابن الناشر المعروف المرحوم محمد الفرجاني مؤسس دار الفرجاني) في صفحته بالفيسبوك نقلا عن صفحة شقيقه غسان صورا لصفحات نادرة من عدد صحيفة العرب الصادرة بباريس بتاريخ 28 ديسمبر 1954 (مرفق صورة الصفحة الأولى) وهو عدد خاص عن ليبيا بمناسبة استقلالها الذي سبقت ذكراه الثالثة صدور العدد بأربعة أيام.
يحوي العدد عدة مواضيع ومقالات عن ليبيا… كما يحوي صورة للمرحوم الملك ادريس السنوسي رفقة رئيس تحرير الصحيفة يونس بحري.
فمن هو يونس بحري؟
يونس بحري (1903-1979) مواطن عراقي عاش حياة مثيرة ومشوقة وفيها الكثير من الغرابة والمغامرة…زار دول كثيرة واستقر في البعض منها لفترات… عمل كاتب وصحفي وإمام جامع ومفتي وسباح أولمبي ومذيع وسياسي وطباخ.. وصادق امراء وشيوخ وملوك ورؤساء… عمل مع هتلر وكان صديقا لوزير اعلامه غوبلز وتولى الدعاية للنازية في العالم العربي بتأسيسه اذاعة برلين العربية وكان اشهر مذيعيها…كما اصدر عدة صحف منها صحيفة العرب الباريسية…
كانت شخصية يونس بحري مزيج من شخصية كازانوفا مع النساء ومع زوجاته المتعددات… والمثقف الواثق من نفسه الذي يجيد عدة لغات… والاعلامي الذي يحسن الخطابة واقناع من يستمع له بفكرته…
هناك الكثير مما يروى عن يونس بحرى فقد كان معروفا بطرافته وبغرابة اطواره وبشخصيته المثيرة للجدل التي كتب عنها عشرات الكتب والبحوث والدراسات.
ما لفت انتباهي إلى شخصية يونس بحري للمرة الأولى هو ما كتبه عنه الأديب السوري عبد السلام العجيلي في كتاب له قرأته في سبعينيات القرن الماضي تحدث فيه عن لقاءاته وسهراته معه في برلين بمشاركة مجموعة من اصدقاءهم وكان ممن ذكر اسماءهم من تلك المجموعة الأستاذ المرحوم وهبي البوري.
لقد ذكر يونس بحري في بعض كتاباته أنه عمل مستشارا لملك ليبيا ادريس السنوسي دون ذكر أي تفاصيل عن ذلك ( انظر المرفق )وأنه قد زار ليبيا وكتب عنها كتاب نشره في بيروت سنة 1956 وعنونه بإسمها ” ليبيا “… فهل كان المرحوم وهبي البوري الذي كان وزيرا في عدة وزارات ومندوبا لليبيا لدى الأمم المتحدة خلال العهد الملكي هو صلة الوصل بين الملك ادريس ويونس بحري ؟
لقد حاولت ولفترة طويلة البحث عبر الأنترنت عما يثبت أن يونس بحري كان فعلا مستشارا للملك ادريس لفترة ما كما ذكر… ولكنني لم أوفق في ذلك فكتابه عن ليبيا ومعظم الكتب التي تحدثت عنه غير متوفرة على الأنترنت وجميعها لم تعرف طريقا للسوق الليبي… كما أنني لم اقرأ أو اسمع يوما ان المرحوم وهبي البوري قد تحدث عن علاقة جمعته بيونس بحري… وأن كنت لا أشكك فيما كتبه عبد السلام العجيلي عن تلك العلاقة في كتابه الذي ذكرته .
من كل البحث الذي بحثته في الأنترنت عن علاقة يونس بحري بليبيا لم اخرج إلا بصورة شخصية له وهو يرتدي الزي الشعبي الليبي (مرفقه) وصورة أخرى له مع بعض المشاركين في مؤتمر الثقافة الاسلامية الذي عقد بمعهد كارنو (Lycée Carnot) بتونس سنة 1949 وهو المعهد الذي يعرف اليوم بإسم معهد ابو رقيبة النموذجي والتي يظهر فيها وفقا للأسماء الواردة تحتها من مصدرها شاعرنا المرحوم على صدقي عبد القادر الأول من اليمين مرتديا الطربوش ومجاورا ليونس بحري بكامل اناقته وربطة عنقه.
