آدم إبراهيم – جوبا / جنوب السودان
قطراتُ المطر ثرثارةٌ
وأشجار الليمون لم ترتوِ بعد
أين أجد منابع الارتواء؟
الجفاف على بعد موسمين
راية الاستغاثة، مكسورٌ جريدتها
في هذه الصحراء اللعينة؛
كُلنا مهددون، بسلاح الانقراض..
أ نستسلم؟!
سمات بشريّة:
الإبادة بالحرائق
والتنزيح بالثقافات، لا إنسانيّة
الانتهاكات: تؤلمُ عقليّة المتحررين
وتمِسّ دواخلهم المنفصمة؛
ورغم ذلك، لا يفعلون شيئاً
غير التذمُّر والثرثرة، عن بُعد !
الإنسانيُّون: هم مجرّد بشريّون؛
يرتدون أقنعةً بديهة المدى
حينما يتعلّق الأمر بالرأي؛
فأنا مطموثٌ مسلوبُ الهويّة، والوعي
في طريقي لإيجادهما الأثنين؛
بالكثيرِ من – الخسائر – المقابل..
الدامبادا تُطهِّر الأخلاق
وأنا متشرد مصابٌ بلعنة الآلهة
منحطُّ الفكرةِ والسلوك
جسدي هزيل..
كيف لي بالموتُ جاهلاً؟
لقِّنوني:
خبزةً جافّة، وقنينة ماء بارد
ملاءة دافئة؛
وأُنثى تحتويني بالقصائد
وبعدها.. سأشربُ السُم !
أين أجد لقاح السرطان!
قلبي يئن من الألم والجوع
تسلَّقتُ جِبالاً من :
الأموات
والعادات
والثقافات
والعقائد
والعلاقات
والنضالات
لأعلن عن بقائي، وحيداً منبوذاً..
أسئلة وجوديّة :
أليس من حقي الصراخ؟
لم أؤدي أيّةُ فريضةً منذُ صلب المسيح
عَلِّموني السباحةَ إذن؛
أيها الغارقون في جحيمِ الشهوات
كما أنتم،
أليس من حقي رؤية مصيري؟
سأُعلن ثورةً على غبائي:
أودُّ مضاجعة بنات أفكاري العُذارى
بحميميّةِ براكين الطبيعة
لأنجب ست أطفال إيديولوجيّة
لكنِّي عقيمٌ..
أين اللقاح
…؟
لا أعرف الرقص
ولم أعزف يوماً موسيقى
لكنني:
كنتُ نحّاتاً أُصمم جداريات النفاق
ضميري أخذته رياح الحقد
كنت فناناً أؤلف أساطير العبوديّة
ارتطمت حريتي بمدافع الخوف
كنت طبيباً أعالج مرضى الأديان
أُصبت بفيروس أخلاقي في مبدأي الأيمن
كنت مبتكراً لأصول التحضُّر
خسرت معركتي أمام خصم رجعيّ بداخلي
كنت غوّاصاً استخرج لآلئ المعرفة
غرقت أُميَّتي في نهر الغرور
كنت نسّاجاً أحيك أقمشة السلام
إيماني أحرقته نيران الحروب
والآن: أنا أنا ؛ أحاولُ ترميمي من جديد !
بائعُ الورد مثقف:
كلاسيكيُّ الذائقة، يتوددُ إلى العاشقات
خِلته لم يعرف شعر الحداثة
أدهشني بنصٍ سرياليّ، لما بعد الحداثة
حُقَّ له المرح هذا اللعين
فمن يحظى بحبِّ العاشقات؛
كُتب له الخلودُ أبدَ الحياة والموت
وأنا حيٌّ ميتٌ فانٍ عن قريب..
على رصيف المقهى
شحَّاذ ذا خصالٍ جعداء
يعزفُ الجيتار، ويقرأ لـ «داروين»
كما أفعى الكوبرا؛
يلتوي خِصره النحيل مع الإيقاع
ليكتشف أصوله القديمة
المراهقات لا يفضلنَّ الجاز:
من اللا ممكنِ أن يفهم رغباتِهن:
راهبٌ مسخٌ يقرأُ الأبراج مثلي..