تاريخ

هل قال عمر المختار نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت؟

شيخ الشهداء عمر المختار
شيخ الشهداء عمر المختار

في مثل هذا اليوم من عام 1921 اختتم مؤتمر سرت التاريخي الذي كان مؤتمرَ الوحدة الوطنية بامتياز.

ففيه اتفَق ممثلو هيئة الإصلاح المركزية برئاسة أحمد السويحلي عن طرابلس وممثلو الأمير إدريس السنوسي برئاسة صالح الأطيوش عن برقة على: “توحيد الكلمة وانتخاب أمير مسلم للقطرين بإرادة الأمة”.

قام عمر المختار بدور خطير في التحريض على هذه الخطوة والدعوة إلى توحيد الجهد السياسي والعسكري في شطري البلاد.

وقد رصد رودولفو غراتسياني هذا الدور في كتابه برقة المهدأة، وذلك في الفقرة المرافقة للصور أدناه.

كان شهر يونيو الذي أشار إليه غراتسياني، هو شهرَ وصول وفد الدعوة الذي اختارته هيئة الإصلاح المركزية بغريان يدعو الأمير إدريس إلى زيارة طرابلس لمبايعته أميرا على البلاد بأسرها، وكان الوفد مكونا من الشيخ محمود المسلاتي والشيخ محمد بن عبد الملك المصراتي والشيخ الطاهر الزاوي، فضلا عن بشير السعداوي الذي كان ممثل هيئة الإصلاح عند الأمير.

في نوفمبر عام 1922 حمل بشير السعداوي وعبد الرحمن عزام بيعة الطرابلسيين للأمير، وكان توحيد البلاد بإمارة السنوسي الخط الأحمر الذي لم تقبل إيطاليا تجاوزه، فنقضت معه كل المواثيق وأبلغته بهذا النقض رسميا.

وقد نقل لاحقا الشيخ محمود المسلاتي عضو وفد الدعوة عن السعداوي قوله إن عمر المختار شهد هذه البيعة، وأقسم على المصحف حاملا سيفا بأن لا يترك القتال حتى النصر أو الاستشهاد.

(راجع شهادة الشيخ محمود عمر المسلاتي المسجلة عام 1979 والمنشورة عام 2002 في المجلد (39) من سلسلة الرواية الشفوية / من منشورات المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية).

لذا فإن عبارة نحن “لن” نستسلم ننتصر أو نموت، عبارة قالها المختار بمعناها وإن لم تثبت عنه مكتوبة أو منطوقة بالصيغة التي وردت في الفيلم أو في المناسبة التي وردت فيها منه.

رمزية عمر المختار في حركة المقاومة الوطنية لا تنحصر في كونه مقاتلا صلبا، أو مفاوضا سياسيا عنيدا، أو شهيدا واجه الموت بشجاعة، وإنما تتمثل كذلك في كونه كان مؤمنا بوحدة الكيان الوطني، شاعرا بها وداعيا إليها وعاملا من أجلها بصراحة لا تقبل التأويل، وقد دام ذلك حتى آخر كلمة نشرت على لسانه في الصحف القاهرية قبل استشهاده ببضعة أشهر.

وكما غيبت سنوسية عمر المختار عن أذهان الناس عمدا مدة طويلة، فإن هذا الدور العظيم أيضا لم ينل حظا من التوكيد، وهو اليوم أجدر ما يكون بذلك من أي وقت مضى.

مقالات ذات علاقة

في سيرة معالم ليبيا الأثرية: ثيودورياس – Theodorias أو قصر ليبيا _ Qasr Libya

المشرف العام

تاريخ ليبيا وآثارها في خطر

المشرف العام

«العرافة الليبية».. أسطورة في عالم الدين والفن

لينا العماري

اترك تعليق