طيوب المراجعات

مهرجان حب في “جدل القيد والورد”

كتاب جدل القيد والورد أو ستمون يوسف الشريف

دائما تجذبنى الكتب التي توثق لمسيرة حياة الشخصيات الرائدة في كافة مجالات الأدب والتاريخ والفن والعلم بصفة عامة، وأجد نفسي بعد أن أنهى قراءتها متجهة للكتابة عنها وعرضها للقراء ،علني أساهم في التعريف بها وإرشاد عشاق القراءة والمعرفة لها، لما تقدمه مثل هذه النوعية من الكتب من معرفة وبحث وتأريخ للحركة الأدبية والتعليمية والفنية في بلادنا ومن ضمن هذه الكتب كتاب جميل بعنوان ” جدل القيد والورد” يستحق الكتابة عنه والإشادة به وذلك لدأب وجهد كاتبه الروائي والصحفي احمد الفيتورى في إصداره على نفقته الخاصة في لفتة تكريمية منه لرائد من رواد القصة القصيرة وقامة ثقافية نعتز بها في بلادنا وهو الكاتب والقاص المخضرم الأستاذ يوسف الشريف.


فى الكتاب نقرأ مجموعة مقالات تحتفي بالقاص يوسف الشريف باعتباره رائد من رواد القصة القصيرة في بلادنا والذي يعتبر مع كامل المقهور وعبد الله القويرى خليفة التكبالى بشير الهاشمي من جيل الرواد والمؤسسين للبناء القصص فى بلادنا.

الأستاذ يوسف الشريف
الكاتب الكبير يوسف الشريف (الصورة: عن الشبكة).


يفتتح الكاتب أحمد الفيتورى كتابه بمقدمة عنوانها “يوسف الشريف والستون ” يرصد فيها الكاتب للشخصية الإنسانية للكاتب يوسف الشريف من خلال تعامله مع الآخرين والتي اتفق الجميع على أتساع رؤاها الأدبية والفكرية ولقد قسم الكاتب أحمد الفيتورى مواضيع الكتاب إلى أربعة أقسام:
فى القسم الأول نطالع مجموعة مقالات دراسية لكل من يوسف القويرى، محمد الفقيه صالح، سليمان كشلاف، مأمون الزائدي، احمد الفيتورى، تهاني دربي واحمد بللو وتراوحت القراءات والدراسات فى قدرتها على الدخول لعالم “يوسف الشريف “حسب أدوات كل كاتب فى الولوج للبناء القصص للكاتب.
كما تميزت بعض الكتابات التي تناولت قصص القاص يوسف الشريف بالاعتماد على المنهج النقدي وخاصة فى مقالات كل من ..مفتاح العمارى ..احمد الفيتورى محمد الفقيه صالح وسليمان كشلاف
أما القسم الثاني من الكتاب فخصصه الكاتب لعرض مجموعة شهادات عن القاص “يوسف الشريف” حررها مجموعة من الأدباء بدأت بشهادة شيخ الأدباء الاستاذ خليفة التليسى وأثنان من أبناء جيل القاص “يوسف الشريف” وهما الكاتبان أمين مازن وكامل عراب بالإضافة إلى شهادات الشاعر عاشور الطويبى ومجموعة من أبناء عائلة الأديب الكاتب والقاص يوسف الشريف.
بدت الشهادات الإنسانية بالكتاب مترعة بالصدق والحب، وأختتم الكتاب قسمه الرابع بمجموعة من المختارات المميزة للإنتاج القصصي للقاص يوسف الشريف بالإضافة إلى مجموعة من المقالات النقدية التي كتبها القاص عن بعض الأعمال الأدبية للأدباء الليبيين.
بالإضافة إلى سيرة شفاهية للقاص سرد من خلالها بداية دخوله لعالم القراءة والكتابة وشغفه العالم من خلال إطلاعه وعشقه للقراءة في فترة مبكرة من حياته وتأثير عوامل كثيرة في اتجاهه للكتابة والعمل الثقافي وعبر كل تلك الأجزاء من سيرته الذاتية تتكشف للقارئ لوحة تاريخية معبرة عن الحال الثقافية والاقتصادية في مرحلة الستينيات من القرن العشرين
كتاب ” جدل القيدوالورد”هو لوحة بانورامية مؤثرة لقاص ومبدع أفنى عمره فى عشق الكلمات الصادقة ووهبها من روحه وفكره وجهده كاتب يستحق أن تحضى قصصه ومقالاته بالدراسة والنقد وما كتاب الناقد والكاتب احمد الفيتورى إلا إضاءة جميلة ومعبرة يحتاجها الشأن الثقافي في بلادنا .
كتاب جدلية القيد والورد هو بطاقة حب وتكريم مقدمة من الوسط الثقافي إلى شخصية ثقافية ورمز ثقافي لكل الأجيال في الحاضر والمستقبل ويتوجب على الناس مطالعته لمعرفة الكثير عن شخصية ثقافية كان لها دور فى ريادة القصة القصيرة فى ليبيا .

مقالات ذات علاقة

حميدة العنيزى رائدة تعليم الفتيات في بنغازي

إنتصار بوراوي

زهرةٌ تطفو على الماءِ

يونس شعبان الفنادي

تاريخ الدبلوماسية الليبية

يونس شعبان الفنادي

اترك تعليق