هبة توفيق
سأنام ليلةً إضافية في ضِيافة الحُزن،
رُبما دِيسمبر كان عنواناً للغموض، بين الحب والإكراه، بين الحقيقة والحلم، بين أن أصحوا من سُباتي أحمل جزءاً منهكاً من جسدي الأثيري؛
بين أن أتمسك بِلُحاف الندم وأشد بِأسناني عليهْ حتى تسيل دِماء الأيام الخوالي التي سلبت ضريح النوم من عيوني؛
لمن أرفع القلم وحروفي مُكبلة بِخيبات حائكة، أخط بِهَا عِبارات ملطخةُ بِالوهم والسراب، كيف أشرح لك؟ أنني أُحاول معك بكل جهدي؛
أحاول أن أُحبك وأنا المكبلة بِقيود الندم من ماضي حفيفهُ يشبه صوت “الحوت الأزرق”
كيف أشرح لك؟ أنني أُرتب نفسي المنهكة كل يوم على أمل اللقاء بكِ كأنك العيد لطفلاً يتيم يقف على باب التبرعات؛
كأنك القمر الذي يُضيء السماء في ليلةٍ حزينة تختبئ فيها النجوم خلف سدائل الليل؛
كُنت أنت الشمس الذي تزور الغابات الاستوائية بعد شِتاءً أحتلها طيلة العام لتأتي وتنشر أطراف الدفيء في برد الشوق والحنين
وأنا التى كنتُ أحاول إصلاحُ قلبي ليليق بِحضرتك،
لِيكون الوطن المحظوظ بملكهُ الوفي
لِتصبح الأمن والسكينة بعد حرباً بارده احتلت أراضيه القاحلة ؛
والآن أتيتك بكل ما أملك من تشتت وانهيار،
من دمارً ونار، من حروباً داميهْ، وعراقيلاً مُمِيته، وسراباً حائك
وجزء الثقة المبتور من صنفِ أدم، أتيتك بكل ما أُتيتَ مِن قوةٍ وهشاشة حتى أتمسك بظلك الدفئ وأختبئ وراء معطفك الحنون، وأمسحُ بِمنديلك دموع السنين الماضية ، لِذا أرجوك
لا ترُدنِي خائِبْ……..
لا ترُدنِي خائِبْ…..