زمزم سيدي كوري

اشترطي على زوجك المستقبلي أن يكون بيتكما، شقة في دور الثالث في حي سكني يشرف نوافذه على شارع مليء بمحلات الملابس وبقال وخضار، حينها لن تصابي بالملل.
لأنكِ في ذروة الملل ستطلين عبر نافذتك على شارع المقابل، عندها يمكنكِ أن تحسبي عدد السيارات التي تمر أمامك في الدقيقة الواحدة، أو كم سيارةً حمراء ستمر في ذلك اليوم، يمكنكِ أيضاً أن تتعرفي على ملامح المارة وتجزمي من الحزين اليوم ومن هو السعيد! يمكنكِ أن تخمني ماذا سيرتدي الخضار اليوم من ثيابه الفضفاضة البني أم الرمادي، ستآلفين وجوه كثيرة تمر بشارعك كل يوم، ستميزين مشية أحدهم، وغرابة ذوق بعضهم في الأزياء سيلفت أنتباهك.
يمكنكِ النظر إلى السماء أيضاً إذا كنتِ محظوظة ستكون نافذتك على الغروب، عندها تأملي تلك خطوط الحمراء والصفراء التي تتشابك مع بعضها في هالة برتقالية يصعب عليك إهمالها، فهي تجذبك من مللك لعالم مليء بأطياف السعادة. عندما يأتيك شعور بإن منزلك أصبح لا يطاق يمكنكِ أن ترتدي أجمل ثيابك وتقصدين الخضار وتشترين كيلو (رمان)، سيغير مزاجك بكل تأكيد.
إذا كنتِ إنسانة منحرفة ربما في طريقك إلى الخضار ستلتقين بحبك الثاني وتبدئين قصة حب جديدة هذه المرة مع إشارة المرور! نعم أنتِ منحرفة ولكنكِ لستِ خائنة! (فقط للتذكير)، تتوقفين عند الإشارة الخضراء لتتأملي في وجه حبيبك جيداً فاللون أخضر يدل على إنه يبادلك نفس المشاعر ولكن لا تطمعي كثيراً فالحال لا يدوم، عندما يتغير لونه اتركيه لوحده بعض الوقت وأذهبي إلى الخضار وأجلبي الرمان.
في طريق عودتك يمكنكِ أن تلقي التحية على جيرانكِ الفضولين فأنتِ في مرمى نظراتهم منذ أن خرجتي، جاراتكِ قد يكنّ أكبر منك عمراً ولا تنسجمين معهن، ولكن ثقي بإن الكبيرات دائماً يقدمن لكِ نصائح رائعة، أنهن خبيرات ….. كل ذلك لا يهم …. الأهم ….. استمتعي بأكل الرمان.