هذه لمحة سريعة خاطفة، سوف أعرضها هنا (كيفما اتفق) وكل ما سنحت الفرصة بذلك، معتمداً بشكل أساسي على محرك بحث (القوقل) وما يجود به من معلومات عن بلادنا ليبيا في سنوات مضت.
في الأيام الاخيرة من شهر نوفمبر عام 1950م، أرسلت لجنة الستين في طرابلس برقية الى “إدريس السنوسى” تدعوه ليكون ملكاً على ليبيا بأقاليمها الثلاثة، وبدوره قبل الدعوة فوراً.
بعد أقل من عشرة أيام على قبوله الدعوة، أصدرت لجنة الستين بياناً قالت فيه أن ليبيا دولة مستقلة، نظامها فدرالي ودستورها ديمقراطي، ويحكمها (الملك إدريس السنوسي). وبعد صدور الدستور الليبي أعتلى إدريس السنوسي العرش، وبدأ يحكم ليبيا بأسم (الملك ادريس الاول).
في منتصف الخمسينات بدأت (16) شركة من الشركات العملاقة من أمريكا وهولندا وإيطاليا وفرنسا، في التنقيب والبحث عن النفط في ليبيا كلها. وأعلنت شركة (إســو) الامريكية لاحقا عن وجود أول كمية للنفط الليبي في منطقة (جردس العبيد)، وبعدها توالت الشركات المنقبة لتعلن عن وفرة الذهب الأسود في هذه البلاد الفقيرة.
قبل أن يكتشف النفط كانت ليبيا مقسمة إلى ثلاثة أقاليم (طرابلس وبرقة وفزان)، بمساحة إجمالية تقدر بمليون ونصف مليون كيلو متر مربع تقريبا، كانت فزان تصدر القمح والشعير، وبرقة تصدر الصوف والإسفنج، فيما كانت طرابلس تصدر التبغ ونبات الحلفاء والمنسوجات وخردة المعادن.
كانت محطة السكك الحديدية تنطلق من طرابلس الى زوارة، مرورا بمدينة الزاوية، ومن طرابلس إلى (أبورشادة) في غريان مرورا بالعزيزية، وخط سكك حديد أخر في برقة، ينطلق من بنغازي في اتجاهين.
قبل الخمسينات كانت هناك صحف ومجلات في ليبيا، لكن أبرز المطبوعات التي صدرت في الخمسينات كانت جريدة (طرابلس الغرب)، وجريدة (هنا المربي) ومجلة (هنا طرابلس)، وجريدة (برقة الجديدة)، وجريدة (فزان)، وجريدة؛ البشائر، والرائد، والليبي، والبيان، والعمل وغيرها.
في الخمسينيات برزت على صعيد أخر أسماء لها وزنها مثل “زعيمة الباروني” و”خديجة الجهمي”.
وفي نهاية هذا العقد صدر أول كتاب شعر للشاعر الليبي “على الرقيعي” وهو ديوان (الحنين الضامي” الذي نشره في عام 1957م. وقبل “الرقيعي” نشر الأديب “على مصطفي المصراتي” كتابه (أعلام من طرابلس) في 1955م، وأيضا كتاب (حجا في ليبيا) عام 1958م، كما نُشرت أول مجموعة قصصية عنوانها (نفوس حائرة) لـ”عبد القادر بوهروس” في عام 1957م.
وفي عام 1955م، تأسست أول جامعة ليبية، وفي عام 1955 صدر قانون التجارة الليبي.
أرتبطت حقبة الخمسينيات عند الليبيين بمساندتهم اللامحدودة للثورة الجزائرية، ونجاة “بن بلا” من محاولة اغتيال دبرتها له المخابرات الفرنسية وهو يجمع التبرعات بفندق في طرابلس، فيما شهدت الدولة الليبية يوم 5 أكتوبر 1954م، أول اغتيال سياسي راح ضحيته “إبراهيم الشلحي” ناظر الخاصة الملكية.
حقبة الخمسينات سجلت ظهور نجوم ليبيين في كرة القدم، كانوا على مستوى عال وفيهم من احترف اللعب خارج البلاد منهم؛ الزقوزى، والشعالية، الزنتوتي، وعبود.
كما عقد فى منتصف الخمسينات أول معسكر تدريب وطني للكشافة الليبية فى مخيم (سواني بن يادم).