تاريخ

الأمازونات الليبيات

المازونات الليبيات (الصورة: عن الشبكة)
المازونات الليبيات (الصورة: عن الشبكة)

(1)

يعتقد الكثيرون أنّ اسم الأمازونات جاء نسبة إلى نهر الأمازون الموجود بأمريكا اللاتينية وجاء ذلك الاعتقاد الخاطئ من البرتغاليين الذين ظنوا أنّ الأمازونات هنّ من سكان تلك القارة وهو اسم أطلقه “فرانسيكسو دو اوريلانا” في القرن السادس عشر على النهر الذي يشق القارة بعد أن هاجمته مجموعة من المحاربات الآتي دافعن عن قبيلتهن في بسالة وشجاعة ذكرته بالأمازونات.

وتعني كلمة الأمازونات عند اللغويين “ناقصات الثدي” حيث تقول الأسطورة أن المقاتلات الأمازونات كن يحرقن ثديهن الأيمن كي يتمكن من رمي السهم بسهولة أثناء استعمالهن للقوس ساعة القتال. تقول الأسطورة أيضا أن الأمازونات هن مجموعة من النساء كن يعشن فيما بينهن بعيدا عن الرجال وكن يقتل أولادهن الذكور أو يحولنهم إلى معاقين ثم إلى خدم.

ارتبطت تلك الاساطير بمجموعة من النساء كن يعشن في شرق أوروبا وغرب آسيا وبالتحديد في مناطق تتوزع بين الاناضول القديمة والبحر الأسود.

(2)

نجد للأمازونات ذكرا قبل الإلياذة بزمن طويل وكن نسوة مقاتلات شرسات لهن الكثير من البطولات؛ وهناك آثار موجودة تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد تؤكد حقيقة وجود الأمازونات اللاتي عشن أيضا في القرن السابع قبل الميلاد حيث اشتهرن بالرماية وركوب الخيل ففي القرن الخامس تم ذكرهن بواسطة هيرودوت وكذلك من طرف مؤرخي الامبراطورية الرومانية والإغريقية الذين يضيفون قائلين إن الاسكندر الأكبر وسيروس كانت لهما علاقات “دبلوماسية” بمثل هؤلاء المقاتلات.

في ذلك الزمن كانت المرأة في قبائل الرحل أكثر حرية من هؤلاء اللاتي عشن في المدن مثل أثينا. لقد كان على النسوة الرحل المشاركة في حرب القبائل والدفاع عن أنفسهن.

الأدلة على وجود الأمازونات كثيرة بعد اكتشاف بقايا من النسوة الآتي تم دفنهن مع اسلحتهن وأثبتت دراسات الحمض النووي أن تلك البقايا تعود لمحاربات نساء.

(3)

كانت الاسطورة تقول قبل هومير أن الأمازونات كن عدوات للرجال وقاتلات لكل مولود ذكر لكن هومير وضع صورة متوازنة عنهن وذلك في كتابه الرابع أما الأمازونات الليبيات فقد جاء ذكرهن بواسطة “هيرودوت” وكذلك “ديودور الصقلي” حيث كانت صورة الأمازونات تمثل المرأة الليبية التي عرفت بشجاعتها ومشاركتها في القتال. كانت الأمازونات الليبيات الأقدم تاريخيا.. تحدث عنهن ديودور الصقلي في كتابه الثالث وقال إن الليبيات عشن قبل أمازونات الشرق اللاتي عشن في زمن حرب طروادة ويذكر “ديودور الصقلي” أن الأمازونات الليبيات خلافا لأمازونات الشرق كن يعشن في سلام مع الرجال وكان للرجال مكانة تشبه مكانة نساء أثينا في ذلك الوقت حيث كان دور الرجال البقاء في البيت وتربية الأطفال وتعليم البنات فنون الحرب؛

لقد قسم ديودور المقاتلات الليبيات إلى فريقين الطيبات منهن وهن الأمازونات والخبيثات اللاتي حملن اسم “الغرغونات”.

وفي القرن الثامن عشر اهتم اسحاق نيوتن صاحب قانون الجاذبية والذي أراد أن يعيد كتابة التاريخ في كتاب يحمل عنوان تسلسل الممالك القديمة Chronology of ancient kingdoms بالأمازونات الليبيات وقال عنهن أنهن كن محاربات شرسات خضن حروبا كبيرة ضد الارهابيات الغورغونات وأبلين بلاء حسنا مما جعل الاسكندر المقدوني يبحث عن هدنة معهن ويذهب بعض المؤرخين للقول أن ملكة الأمازونات ذهبت للقاء الاسكندر في واحة سيوة من أجل الزواج به واتفقت معه أن تأخذ المولودة إن كانت بنتا ويأخذ هو المولود الذكر لكن ذلك المشروع باء بالفشل فلم يستطع الاسكندر المقدوني معاشرة ملكة الأمازونات بعد محاولات دامت 13 يوما , ويقول نيوتن نقلا عن ديودور الصقلي أن باكوش (ديونوسوس) استعان بالأمازونات الليبيات في حروبه في  أثينا حيث قتل عدد كبير منهن مع ملكتهن ميرينا في تلك الحروب.

ترى ماذا حدث بعدها مع حفيدات الأمازونات الليبيات… لم يتحدث المؤرخون عنهن قط!!!

________________________

نشرت المقالة في صحيفة “الحياة الليبية” بتاريخ 22 مارس 2022

مقالات ذات علاقة

معركة عين زارة 4 ديسمبر 1911

المشرف العام

قصائد شعر بعنوان “الجورجية أو المور الطرابلسي”

المشرف العام

رحلة مع الزمن عبر أبواب طرابلس

المشرف العام

اترك تعليق