تجلس علي سريرها، تلفها السكينة، وبعض الاستسلام، لاتتكلم كثيرا، لكن عيناها الغائرتان تحكيان ألم العجز، تسافران الي مزرعتها، الي اغنامها الي جداولها الخضراء، تترقرق دمعة حارة، تنحدر علي خدها تحاول اخفائها عنهم بطرف ردائها، يزداد وهج الماضي.يراودها الفجر، خطواتها السريعة الي المزرعة، احد نعجاتها وضعت صغيرها للتو، تسارع الي الحضيرة، لتكتشف ان النعجة قد نفقت.
يتفطر قلبها حزنا، تبكي بحرقة، تحتضن الخروف اليتيم تهمس له انا امك، تتحسس سنابل القمح اليانعة،رائحة الزرع تشعرها بالانتشاء، تغوص اقدامها في المياه، حدائها الممزق يمتلئ بالطين ، تغني اغنية قديمة، وهي تراقب جداولها تروي عطشها، فتتراقص نجمات الفجر علي صفحة الماء الرقراق،يوقضها الحاضر، برجلها التي لاتتحرك، ويدها الميتة، فتنتحب بصوت خافت، حتي يغلبها النعاس، فتلف ردائها بيدها السليمة علي راسها الذي غزاه الشيب كما لفت دكرياتها وتنام.
المنشور السابق
المنشور التالي
إبراهيم دنقو
إبراهيم دنقو.
مواليد 28/4/1973.
حاصل علي بكلوريوس محاسبة.
ماجستير تقنية معلومات.
يحضر الدكتوراه في علوم الحاسوب في بريطانيا.
نشرت أعماله في جريدة فسانيا وأخبار بنغازي.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك