“ابتهال الأرض العطشى”
¤
مولاي يا ألله
الّلهم أنت الأعلم مني
عن كيف اصطفيتَها لي قفراً
إلّا من مائك العذب
وكيف حملتُها على وهني
فسيلةً فسيلة
وشجرةً شجرة
وكيف غرستُها من قلبي
ثم كيف سقيتُها من أرقي
ورعيتُها من فزعي
الّلهم إنك أدرى
عن كم ربطتُ على صداع رؤوسها
وكم ربتتُ على شكوى أوجاعها
وكم عانيتُ في ألم أساها
وكم كويتُ على يأس دائها
الّلهم إنك تعلم
أنها عشقًا لاطمعًا
وأنها استغراقًا لاخوفًا
وأنَّ كل شُعيرة جذرٍ قد شربتْ من غرقي في طينها
وكلّ اخضلال نماءٍ قد أورق من مسحي على غصونها
وأنا أحسب أنَّ كلّ صلاة مغربٍ لي فيها بأجر تسبيح جريدها
وابتهال رفيف أعرافها
الّلهم إنك أدرى بغدقي عليها دون حساب دائن
وتوقي لثمارها في مذاق كل حبيب
الّلهم ياربي وربها
أنت أبصر بأن كل قطرة ندىً فيها مستلهمةٌ من دمعي
وكل شذى زهرٍ لها مُحتلبٌ من ولعي
وأنا أعلمُ وأوقنُ
إنها دائماً
بفضلك
ورعايتك
وحفظك
وإلهامك
وصياغتك
أنا الفلاح النخّال
الكائن الأشد فقراً لتوفيقك
والكفُّ الأضرعُ إليك في مواطن أراضيك
والقدم الأوثق تشبتاً بموطأ تنزيلك
اللهم إنّك ربي ورب الكون جميعًا وجعلتَني ربّها
فاستودعتك صونها
واخترتها عِيري التي ألتمسُكَ حمايتها
وبيتي الذي أسألُك أن تتخذها لي موطناً ومثوى
_______________________
4 . آب . 2019 م