لم تكن تعلم
حين مرّت من أمامي
تلك السيّدة العضال
تسارع الخطى
على ذاك الرصيف الجائع
كأنّها تخشى أن يفوتها موعد هام
تركضُ بكبرياء
وأنفةٍ مصطنعتين
يتناثر الغرور
من خلف نظارتها السوداء
ومعطفها الزيتوني
وطلاء أظافرها الشفقي
ذائقة تلاوينٍ أنثوية
أقراطٌ فرعونية
من زمن العاج الأصيل
حذاءها كان أنيقاً حقاً
وسحابة دخان سيجارتي
اقتفى رائحة عطرها
أشفقتُ عليها كثيرا
لأنها لم تكن تدري
أن ظِلّها تركها وعانقني
مشهدية دراماتيكية باهرة
كقداسة الضوء
كانبلاجِ شهقةٍ بِكر
حين يكحّلُ نوافذ الأسى
المطلّة على سرابٍ عارم
اطلالة متفرّدة
بوشاحٍ أزرق ملكي مائز
ما فتئت حواسي المقضومة
ترتّلُ أدعياتها
في عراء المنافي
تقتفي أثر سرب اليمام
ما أنفكَّ يجنّحُ بشهقةِ الأرض
بعد غُرْبةٍ طويلة للمطر
أنا والسراب
توأمان
نهدهد الحرف الشهي
برعشةٍ حرون
أذوب أنا
ويبقى السراب يرجفُ بين السطور.
المنشور التالي
عبدالسلام سنان
عبد السلام عمـر حسين سنان.
مكان وتاريخ الميلاد: الخمس 01/07/1956م.
المؤهل العلمي: إجازة التدريس الخاصة 1978م.
مفتش تربوي منذ عام 1996م.
صدر له: هواجس الطفة الأخرى -رواية- 2020م.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك