من أعمال التشكيلي صلاح الشاردة
شعر

من رماد الفينيق إلى كبدِ بروميثيوس الذي ينهشه الطائر و يلتئم كل مساء

من أعمال التشكيلي صلاح الشاردة
من أعمال التشكيلي صلاح الشاردة

راحلٌ ما بي
يا صديقتي..
من حزنٍ و دمعٍ
و بحةِ ناي
“أناي أنا”
مابي من ضجيجٍ
و غناءٍ و بكاء ،
لا يُسمع و قد عشش
غُراب الليل في قلوبهم الخاوية!
ما كان لي أن
أدُس الحنين في جُب الدراويش
أن أعلمهم منطق المطر
حشرجة الدمع في ليل الغرباء
أن أعلمهم رتق المسافات عند الغياب
تفصيل أقمشةِ الوداع
عند الرحيل المُر،
أن أعلمهم أبجدية الحٌب..
و أنا المنسي منذ ألف دمعٍ
و شهقة مترنحة الجناح!
درويشاً تبرأ منه و حي الشمس
ذابلٌ أزرق اللهاث
قاتمُ الوجع
على نوافذ صباحاته الهازلة!
:
راحلٌ يا صديقتي
ألملمُ شغف الليل
بجدائلكِ المسافرة على وجه النهار
لكِ أن تختاري
شغف النجوم
أم رماد النهار الخائب
و فاكهة الخراب!
مُتعبٌ أنا
و سنابلي جفت من ظمأ الغناء،
أفتقدكِ بحجم العواء
و خرس الليل
أمام خفق الشوق
عند كثافة الرحيل..
كوني أول البحر
أمنحيني مراكب اللهفة و التوق ،
أقتربي يا جنون الريح
كوني كآخر موجة
تحرسُ طيني
حتى آخر الغرق..
أبعتيني يماماً..
يتركُ خراب الأرض
و يرحل بأشواق السراب
مُثقلٌ بالوجد والغناء ،
أستبقُ المطر،
أمضي إلى لوني المثناثر
إلى منفاي!
بعيداً
أنتشي بغناءٍ مرٍ صديق
مع سربِ اليمام ،
ككلِ الدراويش
يصطفيني
مجاز الجُرح الجميل
مُباركٌ بسديم باذخ الخلق
في الجهةِ القصية
من ظمأ القلب.

_________________________
7 / 7 / 2019

مقالات ذات علاقة

في حِراء الهواجس

المهدي الحمروني

طرابلس الحبيبةَ

خالد مرغم

جَحِيمُ الغِيَابِ

جمعة الفاخري

اترك تعليق