هذهِ الليلةُ ..
يُراودنِي القمرُ عنْ نفسهِ
يُعيرُني – نورسٌ نائمٌ – جَناحَيه ..
كي أطيرَ بسماء المدينة
لكنَّهُ ..
أوصاني أنْ أظلَّ مُحاذياً للبحرِ ..
قالَ لي :
لا تأمن لليلٍ يحكمُه الجُنُونُ يا رفيقي ..
فَالحمقَى يَختَبِئونَ في سَوادِه ..
تَغمزُنِي نجمةٌ بِعينيهَا البرَّاقةِ ..
أفرِدُ جناحِيَّ المُستعارةَ ..
وأطير ..
في زاويِةٍ مُظلِمةٍ مِنَ الْلَّيلِ ..
ألتقِي برصَاصَةٍ مُلثَّمَةٍ ..
تُخبِئُ – خلفَ نظَّارَةٍ سَوداءٍ – ..
عينيها الشرهتين لجَسدٍ غَافِلٍ ..
وفِي زاوِيةٍ أخرىَ ..
قنبلةٌ منتفخةُ البطنِ ..
وكأنها حُبلىَ بموتٍ جائع ..
تَخترِقُ رصَاصَةٌ حَمقَاءٌ صَمْتَ الْلَّيلِ ..
تَتَوقَّفُ فَجْأةً ..
وكأنَّها اسْتغْربتْ هذا الكَائِن المُدَجّن ..
تَتَأملُنِي ..
تبحثُ عنْ مكانٍ فِي جسَدِي ..
كِي يَقِيهَا بَردَ هذه الْلَّيلةِ ..
لكِنَّها !! ..
تَزَمُّ شَفَتِيها .. وتَمضِي
مِنْ فَوق ..
تَتَمَدَّدُ مساحاتُ النَّظرِ
تُصبِحُ الأشياء أكثرَ بسَاطَةٍ
والأصواتُ أكثَرَ وضُوحاً ..
صَوتُ صَرْخَةٍ يَشِقُّ الْسَّماءَ ..
ابْتِسَامةٌ خبِيثَةٌ فِي عُيُونِ القنبُلةِ الْحُبلَى !! ..
يبدُو أنَّ الْرَّصاصةَ المُلَثَمةَ ..
وجدتْ مستّقَرَّاً لها ..
فِي رأسِ طِفلٍ يتأبطُ حَقِيبتَهُ المدْرَسِيَّةَ ..
فِي جَسَدِ أُنثَىَ ..
تَتَعَطَّرُ لِحبِيبٍ لاَ يَأتِي ..
فِي صَدرِ شَيخٍ يتَهَيأُ لِصلاَةِ الْفَجرِ
فِي قَلْبِ وطَنٍ فَقَدَ الْمَلجأَ ..
فصار مباحَاً لكُلِّ الحمقى !! ..
لِكلِّ الحمقَى ..
المنشور السابق
المنشور التالي
فوزي الشلوي
فوزي الشلوي
مواليد قرية الأبرق.. من قرى الجبل الأخضر.
حاصل على بكالوريوس في التخطيط والإدارة.. يعمل بوزارة التعليم.
صدر له ديوان: تليقين بوفوضى محرابي.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك