( 1 )
أخبار جيدة تناهت إلى النجع .. أمطار ” البدري ” هطلت غزيرةً في التخوم المجاورة .. مع الشروق ، كان النجع مستعداً للرحيل .. كل شيءٍ على ظهور الإبل والحمير .. كل شيء .. بما في ذلك ” العنز ” المريضة ..
( 2 )
.. القافلة تتحرك .. الذئب يتلصص تحت شجيرة ” جداري ” ، مُتحيِّناً الفرصة كعادته للظفر بجديٍ يتخلف عن القطعان .. أو على الأقل دجاجة تسقط سهواً من المتاع المحمول .. يقترب بحذر من شجيرة لأخرى محاذياً القافلة .. كلاب القافلة غافلةٌ تماماً عن مكانه ورائحته كليهما ، فخبرته البوليسية تقضي بأن يأتي دوماً عكس اتجاه الريح ..
.. الجمل – الكائن الذي لايخشى الذئاب ، والذي يحمل العنز المسكينة – يتفطّن من طرفٍ خفيٍّ لوجود الذئب في الجوار .. يقترب الجمل بهدوء الإبل المعهود من مخبأ الذئب ، فيما كان الأخير منهمكاً في رسم الخطط ودراسة البدائل .. وعلى حين غرة ، يطأ الجمل مؤخرته بحقدٍ هارساً إياها بخُفه المفلطح الثقيل .. يعوي الذئب بألمٍ هارباً والكلاب في أثره .. يبتسمُ الجملُ بزهو ..!
( 3 )
.. وصلت القافلة إلى وجهتها .. عند الغروب ، يتردد في أفنية النجع الجديد ، صدىً لعواءٍ بعيدٍ خلف الأفق .. كل حيوانات النجع استخلصت فحواه .. كان الذئب المتألِّم يعوي مهدداً :
– عليكِ اللعنة أيتها العنز المريضة .. تأكدي أن انتقامي منكِ سيكون مدمِّراً .. الأيام بيننا .. (( والله نعطبها علي خشمك) ..!!؟؟