عبدالرسول محمد
بعد منتصف الليل، وعندما يرتفع الهواء فوق سطح البحر محدثًا بعض النسمات الباردة، يتخلل سكون المدينة صراخًا باتجاه الميناء القديم، صِدام، صدام، حيث اللحى الحمراء تجوب المدينة.
تظهر الشمس مقدار رمح، تبدأ سيمفونية الحياة في العزف، يظهر مجنون المدينة على غير عادته عيناه شاخصتان، يبدو عليه الذعر، يشير بأصبعه الوسطى، في وجوه رواد المقهى الشعبي وسط المدينة، مرددا بربروسا، بربروسا.
يشرع الصيادين على مرفئ الصيد بأعمال الصيانة، وبعضهم يستعد لرحلة الصيد، يلقى أحدهم النظر الى ما بعد الشاطئ حيث تطير النوارس حرة، يصرخ أحد الصيادين على متن قارب الصيد القادم نحو المرافئ، اختفى المخطاف اختفى المخطاف، يصل المركب، يساعده البعض على النزول، يجلس على الركبتين، يستلقي على ظهره، يحاول استجماع قواه، اختفى اختفى، يلفظ انفاسه الاخيرة، ولا أحد يعلم عن ماذا يتحدث.