همسات وعدسة: زياد جيوسي
في جولتي الأخيرة في الوطن والتي ابتدأت منذ 22/11/2018 حطت بي الرحال في طولكرم، حيث دعاني أصدقائي إلى ملتقى ثقافي كبير في قاعة جبهة النضال الشعبي في المدينة تحت شعار: الثقافة مقاومة، بجهد وتعاون مشترك من جبهة النضال الشعبي ممثلة بصديقي الشاعر محمد علوش، ومديرية الثقافة ممثلة بالصديق الفنان التشكيلي منتصر الكم ومجلة كتابنا كتَّابنا ممثلة بالشاعر والأديب ابراهيم مالك رئيس التحرير وهو من أصول جزائرية.
عبر أربعة جلسات وفي حضور كبير ورغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها الوطن من عمليات اغتيال لعدد من المناضلين الذين ارتقت أرواحهم للسماء وهم يقاومون، ورغم الحواجز على الطرق وهجمات حثالة المستوطنين بحماية جيش الاحتلال على المواطنين بين المحافظات، كان الإصرار على أن يتم المهرجان ولا يؤجل، فالشعر والأدب والفن والإبداع بعضٌ من أسلحة المقاومة.
على أربعة جلسات متصلة بما فيها جلسة الافتتاح بدون راحة بسبب الظروف المحيطة وكي يتمكن الشعراء والأدباء الضيوف من العودة لمحافظاتهم، افتتح الشاعر محمد علوش الملتقى بكلمة مختصرة أكد فيها على قوة القلم في مواجهة البندقية الغاشمة وترحم على الشهداء ووقف الحضور تحية للسلام الوطني واحتراما لأرواح الشهداء، وبعدها ألقى الأطفال زين محمد علوش ونورهان صباريني بعض الأشعار من شعر الشاعر محمد علوش، لتبدأ الجلسة الثانية بمشاركة كل من الشاعرة الألقة آمال غزال مديرة مديرية الثقافة في جنين والشاعر طارق عبد الكريم من عنبتا/ طولكرم والشاعر محمد داود من طولكرم والشاعر سائد أبو عبيد من جنين، ليليهم في الجلسة الثالثة كل من الكاتبة رولا غانم من طولكرم والشاعر هشام أبو صلاح والشاعرة والناقدة نعيمة الأحمد من جنين والشاعر برهان السعدي وهو من الأسرى المحررين وأتى من جنين والشاعرة معالي بشارات التي حضرت من نابلس..
الجلسة الرابعة شارك بها الكتاب والشعراء جهاد بلعوم والذي حضر من الطيبة بالعمق الفلسطيني المغتصب منذ عام 1948 والقاص سمير الأسعد والشاعر حسان نزال والشاعر حسين عبد الرحمن وسعيد العفاسي وهو ضيف من المغرب وابراهيم مالك والشابة الشاعرة هيا حمودة من طولكرم.
وبسبب الاغلاقات والحصار والحواجز الاحتلالية وحصار رام الله واجتياحها واغلاق كافة منافذها، اضافة لإغلاق الطريق المؤدية لبيت لحم والخليل جنوبا، لم يتمكن كل من الشعراء: محمد دلة، ليث البرغوثي، أسامة نصار، د. جمال سلسع، ابراهيم عمار من الحضور والمشاركة.
أختتم الملتقى بتقديم الدروع للمشاركين كتعبير عن التكريم وتقديراً لجهودهم بتخطي الصعاب والوصول وإثراء الملتقى بالشعر والقراءات السردية والقصص القصيرة، بحيث كان هذا المنتدى من الظواهر الثقافية في طولكرم المدينة، وكان هناك حضور كبير وخاصة في الساعة الأولى من الملتقى، لكن بدأ بعدها التسلل من القاعة ولم يتبقى الا عدد محدود من المهتمين وهذه حالة سلبية آمل أن لا تتحول إلى ظاهرة.
شخصيا سعدت كثيرا بحضوري الملتقى وتمتعت بالشعر والسرد، وكانت فرصة للقاء المشاركين وغالبيتهم أصدقاء قلم وبعضهم أصدقاء شخصيين إضافة لأصدقاء وصديقات كرميين، وهنأت المشرفين على المنتدى على جهودهم والتي آمل أن تعيد طولكرم الى سابق عهدها منارة للشعر والأدب.