توفي النحات والتشكيلي الليبي علي الوكواك إثر سكتة قلبية فجر الإثنين، عن عمر يناهز 71 عامًا في إيطاليا.
واشتهر الواكواك بقدرته على تحويل مخلفات الحرب إلى أعمال فنية، أغلبها ساهم في رسم صورة لأحداث الحرب فى مدينة بنغازي، فحول الصواريخ والقنابل والرصاص والخوذات البالية إلى أكثر من 700 منحوتة يفوق طول بعضها 18 مترًا.
ولد علي الوكواك العام 1947 في مدينة المرج، وبدأ النحت على الخشب في العام 1966 مع والده، الذي كان ينحت أدوات الطهي من الخشب، وكان أول أعماله في شكل منحوتات من النخيل استخدمها في نحت الوجوه الليبية.
شارك بالعديد من المهرجانات الفنية محليًا ودوليًا منها تونس وفرنسا وإيطاليا، وعرف كفنان يصنع الأيقونات والمنحوتات ذات الطابع والأسلوب الأفريقيين، واستخدم الخشب مادة لمنحوتاته، فصنع منه الأقنعة والأيقونات.
وكتب الصحفي الإيطالي سلفدوري سانتانجيلو، عن إحدي منحوتات الحرب للواكواك «علي الواكوك يعيد الروح إلى المادة، ويبعث الجمال في الأشياء الميتة، هذا الفنان الليبي العظيم يستخدم المعدن والخشب ليحكي لنا عن شغفه، ورغبات روحه، خبراته، وحياته فى بلد شهد تاريخًا مؤلمًا، ويستخدم الفنان الفن كسلاح عالمي ولا يتوقف عن الحلم والأمل، مما يجعل حربه الشخصية معركة صامتة».
ومن ضمن المنحوتات، عمل يجسد معاناة مدينة بنغازي مع الألغام والمفخخات التي كانت منتشرة بكثافة في أحياء المدينة وعرقلت عودة المهجرين، وراح ضحيتها الكثيرون بعد إعادة السيطرة على المدينة من قبل الجيش الليبي.
كما نحت أقنعة تعكس الأوضاع الإنسانية في ليبيا، فنجد في إحدي هذه الأعمال وجه رجل تظهر عليه علامات الإجهاد والتجاعيد، وكتب الواكواك لوصف هذا العمل «معاناة إنسانية، وأوضاع صعبة، وبشكل خاص في الشتاء لكبار السن والأطفال والنساء».
وكانت دائمًا أعماله توحي بالأمل، فيختار لها أسماء مثل «تفاؤل، أمومة، سلام، عازف الموسيقى»، في رسالة أكد عليها الواكواك في معضم أعماله، وبشكل خاص المجموعة التي تم إنجازها بعد ثورة 17 فبراير «الحياة تعود، الحياة تستمر».