/ن أعمال التشكيلية امباركة زيدان.
المقالة

عهد جديد .. ومثقف قديم !!

>

في البدء كانت الكلمة، وعندما جوبهت بالسلاح، وحلت البنادق محلها، لم يجد المثقفون بداً من التحول إلى خندق الرصاص، بل وساروا في خط متواز بين الكلمة والرصاصة، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها كان المثقف أول من دعى إلى ضرورة إنهاء مرحلة الثورة والانصهار في بوتقة الدولة، رغم تحديات المرحلة، ومنها سيطرة دوي السلاح والاحتكام لمداد العقل، ومن تلك التحديات التصنيفات الإقصائية لكل من يشدو خارج نشاز السرب، أو يتجاسر على مقام المرحلة، التي يزعمون أنها لا تنطق عن الهوى .. وكانت التهم تبدأ من الطوبرة – أي تصنيف الناس على أنهم من أنصار الطابور الخامس، وينتهي بالتسلقة، أي الاتهام بالتسلق، وبدل الانشغال بتعبيد الطريق نحو ليبيا ديمقراطية، انشغلنا بتلييب الديمقراطية لتتناسب وطرقنا.

في بنغازي التقى الأسبوع الفائت نخبة من رجالات الفكر والثقافة – وكلمة رجالات هنا ليست ذات مدلول بايلوجي – قلت اجتمع رجالات الفكر في أول ملتقى وطني بأجندة وطنية خالصة، ولكن ولشديد الأسف ومنذ اللحظات الأول لانطلاقه وقع نفر من المثقفين في فخين إثنين، ما كان لملتقى يضم الفلاحين والعمال، والتجار الوقوع فيها، مع حفظ المقامات لكل قامات ليبيا، وتحديداً في حفل الافتتاح حين دعى من دعى لاختيار لجنة لصياغة البيان الختامي تمثل أكثر من مدينة، بل وذهب البعض إلى تأنيثها عملاً بمقولة ابن عربي ( المكان الذي لا يؤنث.. لا يعول عليه ) وما كنت لأتوقع أن تتسلل ثقافة المحاصصة لمثل هذه الملتقيات.

أما الفخ الثاني فهو أسلوب التعريف الذي انتهجه البعض، أمام لواقط الصوت أو خلفها، فهذا سجين سابق، وهذا سياسي مناضل، وذاك عاد للتو من منفاه، وما أشبه الأمس باليوم، حين قسم الديكتاتور ليبيا إلى أحرار وعبيد، ورفاق وشداد آفاق، بل إلى قطط وكلاب، مع الاعتذار على تناول هذه المفردات في هذا المقام ، ومع تقديرنا الكلي لكل الجهود الصادقة والنوايا الحسنة، لشرفاء ليبيا الذين سقوا شجرة الحرية بعرقهم، ودمهم على مدى سنوات، ولكن هذه التصنيفات ليس هنا مكان تداولها، فالليبيون في دولة العدالة والقانون، كلهم أرقام صحيحة، ولا وجود لبسط ومقام.

مقالات ذات علاقة

صورة وذكرى

مهند سليمان

محطات حول المسألة الأمازيغية..!!!

عطية الأوجلي

المـرأةُ في الأدب الإنسـانيِّ

خالد السحاتي

اترك تعليق