أنا العتبة العتيقة المتعبة
التي ملت أرجل العابرين
أنا العتبة العتيقة المتعبة حد الهشاشة
الباذخة في صمتها المهيب
الواجمة أمام القُبل المحرمة في زواياها
أنا عتبة الجلوس
جلوس العاطلين عن العمل والحب والعطاء
أحمل عرق العمال
وضحكة طفل
وموسيقى مراهق
وأمنيات شابة مرهفة ومرهقة
تلاحق حلم في متاهة قدرها
عتبة مهملة في الحدائق
تزورني العصافير
وتضايقني فضلات الحمام
توشوش لي الأشجار
وتخفي بظلها حزني
وتبوح لي السماء بالمطر
فتشق شقوقي زهرة متمردة
ترغب في إعطاء الأمل
أنا عتبة عتيقة
تكفكف دمع طالب لا يرى أن العلم نور
بعد كل امتحان
بقدر ما يعلم
كم يبدو الضعيف لئيماً إذ صار معلماً
أنا العتبة العتيقة
التي زينتها سيدة ذاك البيت
في كل مرة
تحاول إخفاء كدمات الروح والجسد
قائلة زادت وازدادت
فيما يردد من حولها ماذا؟
معلنة أنها تشققاتي!
أنا وهي نتشابه
لكنه الكبرياء
أنا العتبة العتيقة
في طوابير بنوك ليبيا
ألملم لعنات الحكومة
كلما بصق عليّ مواطن لا يبالي بنظافتي
بقدر ما يمقت وساخة السياسة!
ترفسني رِجل امرأة
أخبروها أن المال لم يكن يوماً مِن حظ البسطاء
نُثر على سطحي فتات خبز من شبعت بطونهم
وخوف مِن جاعت بطونهم
على قدم وساق يقف الجميع فوق عتاقتي
أينما كانوا وأينما كنت
ولا أحد يهتم بهشاشتي الباذخة في صمتها المهيب!
إلا شاعرة تكتبني
أعتقد أنها أيضا عتبة في صورة إنسان !