من أعمال التشكيلي الليبي صلاح بالحاج
طيوب الفيسبوك

مقابلة مع حضرة المدير

عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك، نشر الكاتب إبراهيم حميدان:

بعد أن تمت احالتي على التقاعد بفترة، شعرت بحالة من الفراغ ، أقصد فراغ الجيب بالدرجة الأولى خاصة مع أزمة السيولة ، توكلت على الله وقصدت مؤسسة ثقافية علمية بحثية معرفية دراسية استراتيجية اسمها يضرب يعور، أبحث فيها عن عمل بعقد متعاون . حددوا لي موعدا لمقابلة اسيد المدير ، فتأنقت على غير العادة، ولمعت حذائي على غير العادة ، وحلقت ذقني خصيصا لهذه المناسبة الجليلة ،وذهبت لمقابلة السيد المدير في مكتبه ، وبعد أن جلست أمامه أتفحصه ويتفحصني ونحن نتبادل حديث الشنشنات : شنو حالك ، شنو حال الصحة ، شنو الأخبار ، شنو الأمور، شنو، شنو ، شنو، بعد هذا كله رحت أعرض عليه الأمرالذي جئت من أجله ، ومضيت أحدثه عن مؤهلي العلمي ومجالات خبرتي التي كنت أظن أن لها علاقة بطبيعة تلك المؤسسة ذات الاسم اللي يضرب يعور، فجأة قاطعني السيد المدير وانا لازلت مسترسلا في سرد خبرتي وتجربتي ومايمكنني أن أقوم به في تلك المؤسسة ، قاطعني السيد المدير ليسألني سؤالا في غاية الأهمية ، لم يناقشني في موضوع تخصصي الدراسي الذي كنت أحسب أنه له علاقة مباشرة مع مجالات العمل في تلك المؤسسة ، ولم يناقشني في ماكنت اسرده أمامه من سنوات الخبرة معتقدا أن ذلك يعتبر من صميم اختصاص المؤسسة ، لقد سالني السيد المدير بنبرة واثقة ترشح اهتماما وتركيزا ذلك السؤال الأكثر اهمية من كل هذا قائلا : معليشي استاذ إبراهيم : انت منين ؟ 

فوجئت ، فاستفسرت منه لأتأكد من أنه فعلا طرح علي ذلك السؤال : نعم ؟ شنو حسك قلتلي ؟ 
عاد يسالني بكل ثقة : منين حضرتك ؟ 
قلت له : كيف منين ؟..أنا ليبي طبعا . 
قال : لا..لا..لا قصدي من أي منطقة .من أي قبيلة ؟ 
قلت له : أنا عائدون ياسيدي الكريم . 
تراجع إلى الوراء وقال : كيف عائدون ؟ قلت له بهدوء : أنا عائد من المهجر . 
قال : منين بالضبط ؟ من أي مهجر من المهاجر ؟ 
قلت : لست متأكدا من هذا الموضوع فأبي رحمة الله عليه قال لي ذات مرة أننا عائدون من الساقية الحمراء ، وأحد اعمامي سمعته يقول واحنا مقعمزين على المنادير في احد اعراس العائلة أننا عائدون من تشاد ، وهناك عم آخر يقول أننا عائدون من مصر وعمتي تقول اننا عائدون من تونس وعمة أخرى تقول اننا عائدون من الجزائر ، وعمة أخرى تقول أننا عائدون من البحرين ، بس اللي محيرني وماخلانيش أنام على رأي نجاة الصغيرة ان احد أخوالي ياحضرة المدير قال ذات مرة في شجار عائلي مع أحد أعمامي قال في غضب : انتو كمشة يهود … وهذا مايجعلني ارجح أننا عائدون من اسبانيا ، من ضمن اليهود الذين خرجوا من هناك بعد سقوط غرناطة …بامكانك ياسيدي أن تنسبني إلى اي بلد من هذه البلدان ، الساقية الحمراء او تشاد أو مصر او تونس أو البحرين او اسبانيا او، يهود اسرائيل ولكن في الوقت الحالي تقدر تقول اني ليبي عندي رقم وطني وجواز سفر وبطاقة شخصية ونعرف نرفس البازين ، ونرفس في حاجات كثيرة اخرى . 

والآن ، هل بامكاننا أن نعود إلى حديثنا عن المؤهل العلمي والخبرات الوظيفية أم تريد أن أزيدك توضيحا إجابة عن سؤالك الرائع : انت منين ؟

مقالات ذات علاقة

هل ثمة علافة بين الذباب والأدب ؟

عوض الشاعري

رشاقة التبو بين الحاج الزروق والباحثة كاترين والشاورما

المشرف العام

مفارقات

المشرف العام

اترك تعليق