المقالة

الإختلاف السياسي يفسد للود قضية!

من المفترض أن الاختلاف لا يفسد للود قضية كما يعلم الجميع هذه الجملة الهادفة، ولكن هل يعلم جميع السياسيين اليوم مضمون هذه الجملة ؟!، فقد تحمل في جعبتها الكثير، الاختلاف لا يفسد للود قضية بمعنى أن نتعايش مع آراء الآخرين وأفكارهم وتوجهاتهم حتى وإن اختلفت معنا ما لم تُفرض علينا، فالاختلاف أمر طبيعي كاختلاف الناس في عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم لا سيما آراؤهم وأفكارهم وتوجهاتهم هو أمر طبيعي أيضا على الإنسانية أجمع.

الأفكار هي ثمار الإنسان يُدوِّنها ويخرجها ليتشاركها مع غيره من ثمار الآخرين، وما يجب على أي إنسان يحمل فكر سياسي هو أن يقتنع بأن ثماره قد لا تعجب فئة معينة من الناس كما قد تعجب فئة أخرى أيضا، فيجب أن يتقبل ويتعايش مع ما يأتيه أو يقابله في محيطه السياسي من أفكار وتوجهات وأن لا يتصادم معها حتى وإن اختلفت مع فكره وتوجهاته، فالفصل بين الأفكار والتوجهات السياسية هي قاعات المناظرات والندوات، هناك فقط أقتنع معك أيها السياسي بأنك تفهم معنى أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، وأهدي لك عبارتي البسيطة من إنسان لإنسان : ( إنَّ الفكر نعمة والاختلافُ فطرة والمناظرات فصلٌ بين القناعات والآراء، والاتفاق مبدأ الحكماء ).

وأقول هنا إلى كل الأحزاب السياسية بأفكارها وتوجهاتها المتعددة والمختلفة، إنَّ الاختلاف السياسي يفسد للود قضية عندما لا تتعايش كل الأطراف المختلفة فيه مع آراء بعضها البعض وأفكارها وتوجهاتها، الاختلاف السياسي يفسد للود قضية عندما لا تقبل كل الأطراف المختلفة فيه بأن تتقابل مع آراء بعضها البعض وأفكارها وتوجهاتها لتصحيح المفاهيم وتوحيد المسار والهدف الرئيسي والذي من المفترض أن يكون بناء الدولة لا هدمها، الاختلاف السياسي يفسد للود قضية بازدياد حدة الاختلافات بين كل الأطراف السياسية بأفكارها وتوجهاتها المختلفة فتنتقل إلى خلافات وتعصُّب وفرض للآراء والأفكار والمفاهيم من قبل البعض على الآخرين، الاختلاف السياسي يفسد للود قضية بازدياد حدة الخلافات بين كل الأحزاب والأطراف السياسية بتوجهاتها الفكرية فتصل بذلك إلى قناعة تامة بعدم تقبلها وتعايشها مع بعضها البعض في محيط سياسي واحد فيصبح كل حزب في عين الحزب الآخر هو عدو خطير ويجب القضاء عليه، الاختلاف السياسي يفسد للود قضية عندما تحتكم كل الأحزاب والأطراف السياسية المتضاربة بتوجهاتها الفكرية المتعددة إلى الاقتتال بدلا من قاعات المناظرات للفصل في ما بينها، الاختلاف السياسي يفسد للود قضية عندما يتساقط ركام اقتتال الأحزاب والتوجهات السياسية إلى الشارع فينتقدها فلا تقبل بعض الأطراف السياسية المتقاتلة في ما بينها آراء وأفكار الشعب لاسيما انتقاده أيضا فيصبح هو أيضا عدو لها !، الاختلاف السياسي يفسد للود قضية عندما تسود في السياسة جملة إن لم تكن معي فأنت ضدِّي فببساطة لن تصبح حينئذ سياسة !، فأي اختلاف ذاك الذي لا يفسد للودِّ قضية ؟!، فكل الأحزاب السياسية بكل أطرافها وتوجهاتها إلى الآن لم تمُت لهذه الجملة بأية بصلة إلا ما رحم ربي ، لذلك لم أنتمي في حياتي كلها إلى أي حزب من الأحزاب السياسية المتواجدة في العالم أجمع لاسيما المتواجدة أيضا في موطني.

مقالات ذات علاقة

الأكذوبة والعدو الوهمي

فتحي عريبي

من غرائب جنوب ليبيا (كاف الجنون) (3)

عبدالعزيز الصويعي

حاطبُ نهارٍ في الغابة الليبية

المشرف العام

اترك تعليق