اختار الكاتب و المخرج المسرحي والسينمائي “أحمد إبراهيم” للحياة الشريفة مكانا مع البهائم، وذلك في عمل مسرحي جديد قدمه للشارع الفني والثقافي بمدينة درنة تحت عنوان (مكان مع البهائم)، وذلك على ركح المسرح الوطني بدرنة، في الثاني والعشرين من أكتوبر الجاري، وسط تفاعل كبير من جمهور المسرح وجمع غفير أهالي المدينة.
ومن جانبه قال “إبراهيم” لبلد الطيوب: “مسرحيتنا مأخوذة عن النص الجنوب أفريقي (مكان مع الخنازير) للكاتب والمناضل “أثول فوجارد” الايرلندي الاصل، وكتبت في 1962، وقمت بإعداد هذا العمل ليتقاطع مع ما نمر به حاليا، ويعد باكورة إنتاج فرقتي الخاصة (شموس ليبيا المسرحية)”.
وأضاف: “الموضوع إنساني وجميل، ورسالته أنه على المرء خير أن يختار الموت المشرف إذا خير بين أمرين. و تدور أحداث المسرحية حول جندي يهرب من ميدان المعركة ويظل حبيس زريبة للبهائم وعندما تحتفل الدولة بانتصارها ينادوا على اسمه بين أسماء الشهداء، وهو من كان ينتظر بفارغ الصبر هذا الاحتفال ليسلم نفسه وقد أعد خطبة بليغة للقادة ملتمسا العفو والرحمة، ولكنه صار متورطا أكثر الآن فلم يبق أمامه إلا أن يقضي حياته بين البهائم بإحباطه وإحساسه بالذنب، وقد كره الحرب ورغب بالعيش والسلام، ويقرر أخيرا الخروج هو وزوجته “نور” التي جسدت دورها باقتدار الفنانة “سعاد خليل”، و في نص الخطبة يقول الجندي:
(سيدي القائد العام، السادة المحترمين.. فارس لم يمت.. بل يقف بين أيديكم والأمل يملأ قلبه حتى تستمعوا إلى قصته ثم تحكوا بما ترونه مناسبا.. أسألكم عندما تقررون عقابي أن تضعوا في اعتباركم أني حاكمت نفسي فوجدتها مذنبة.. لذا ألتمس من حضراتكم تخفيف العقاب رحمة بي. لقد حبست نفسي 10 سنوات. كان علي أن أشم الروث وأحسه وأتذوقه، بينما روحي تغوص في الزمن.. الثواني الثقيلة والدقائق المتأنية والساعات البطيئة والايام المملة والشهور المتكررة الثابته.. الخ)”.
وبينأن: “طاقم العمل يتألف من: إسماعيلالتاجوري، وجمال المحجوب وفتحي عيسى، والطفل الموهوب الذي قدم لنا االموسيقى والمؤثراتعبد الرحمن طه وعمره 10 سنوات فقط”.
و أشار إلى أن: “استغرقت مدة التدريبات قرابة الشهرين لان الممثلة من بنغازي فكانت الإقامة مشكله فكلما تحصلت لها على يومين ثلاثة بفندق المرج أحضرتها واستمرينا ولكن الزمن الفعلي شهر، ولقد تعبت كثيرا وأرهقت ماديا ولم تساعدنا أي جهة في شيء إلا من حيث توفير الاقامة لمدة 20 يوم عن طريق الإعلامي “ناصر الحاسي”، وأسبوع عن طريق الإعلامية “عبير اليسيري” و”منعم بوحسن”.. ويوم واحد إقامة بدرنه عن طريق السيد رئيس هيئة الثقافة “أ.جمعة الفاخري”، ولقد قمنا بإجراء التدريبات بمسرح جامعة المرج، والشكر للدكتور “عبد الله نوح” على تعاونه معنا”.
كما أشار إلى أن: “كل تصميمات العمل للعبد لله وقد استخدمت لتنفيذها خامة القصب والتبن لصناعة الزريبة واستكملت بقية المظهر بخيال الظل، نفذ المناظر الفنان “إسماعيل التاجوري” ونفذ اﻹضاءة كل من الفنانين “رمضان الطيره” و”عصام العلام” من درنة”.
وأعرب “إبراهيم” عن أسفه البالغ لقلة الدعم والإمكانيات المتاحة للمسرح وللأعمال المسرحية والسينمائية، والتي تعتبر وسيلة دعائية ناجحة وفعالة ﻷي جهة راعية، وعلى الرغم من كل الإمكانيات إلا أننا نحاول تقديم شيء ما وسنعرض مونودراما (المسخ) بمهرجان هون السياحي الدولي إن شاء الله، وسنعرض بتجمع تاناروت مطلع الشهر القادم مكان مع البهائم، مؤكدا أن فرقة شموس ليبيا المسرحية تلقت دعوات لعرض العمل الأخير من قبل عدة دول عربية وأجنبية؛ تونس، الجزائر، المغرب، مصر وكينيا والبرتغال، إلا أننا لم نتمكن من المشاركة و تلبية الدعوة بسبب عدم إمكانية تأمين تذاكر سفر للتواجد والحضور والمشاركة”.
يذكر أن “أحمد ابراهيم حسن”، هو واحد من أبرز كتاب ومخرجي الدراما والمسرح الليبي، وهو ممثل وسينوغراف، تخرج من معهد جمال الدين الميلادي وكلية الفنون والإعلام بطرابلس، شعبة سيناريو واخراج، متحصل على شهادة دورة مسرح اﻷمم المتحدة للمسرح التابعة لمنظمة اليونسكو، ولقد استطاع أن يقدم للتلفزيون و الإذاعة المسموعة المحلية خلال 35 عاما من مشواره الفني عشرات الأعمال الفنية المحلية والعربية والعالمية بدمشق عام 1989، كمل شارك في جل المهرجانات المحلية المسرحية، تنقل و عمل في جل الفنون المسرحية وتحصل على العديد من الجوائز في هذا المضمار، إضافة لإسهاماته البحثية في مجال تخصصه، أقام العديد من الورش الفنية وساهم في انشاء العديد من الفرق و آخرها فرقة شموس ليبيا المسرحية وهو إلى جانب هذا يهوى التصوير والنحت والعزف على آلة العود، أيضا هو هاو للتصاميم الفنية المختلفة كالملابس والديكور والاضاءة وغيرها.