أزحتُ غبار السنين الماضية عن قلبي، دخلتُ القاعة مزهواً بميلادي الجديد. كان الجميع قدْ سبقني وأخذ مكانه.
استقبلني اثنان، عرضَ عليَّ كلٌّ منهما أن أجلس بجانبه، مع ابتسامة عريضة ترفع شدقيه، مُعريةً أسنانه الصفراء. غمرتني سعادة لا متناهية، فأنا ولأول مرَّة يحقُّ لي الاختيار: فإمَّا أن أكون غزالاً أو أكون غزالاً .
– أأنت من شيعتي؟
اعترضني السؤال، فأجبت:
– لا.
– إذن، أنت من عدوي؟
– لا.
أجبت بحزم، وأنا أتمسك بتلابيب حلمي في صلابة غير معهودةٍ فيَّ. ارتدى الرجلان ملامحَ معلمي منذُ الصفِّ الأول الابتدائي، وقالا بكثير من السُّخرية:
– إذن اجلس هناك، في ذاك الصفّ القصي، وابدأ النهيق.
_____________________