أنتِ لم تعرفي بعد هول هذا البركان الذي أيقظتِه
حجم هذه النار التي أوقدتها
حجم هذا العفريت الذي حضرتِه
حين جذبتِ سنارتك
وكنت تظنين أنك اصطدتِ سمكة
كنت قد اصطدتِ البحر كله بتلك الرمية
أنا لستُ كأحد من الناس
لستُ كالذين عرفتهم من قبل
ولا كالذين ستعرفينهم
أنا أكثر من العشاق مجتمعين
أنا كل الورود الذابلة والدموع والمناديل والأغاني وأعقاب السجائر التي تملؤ الأرض والزجاجات الفارغة والصور الممزقة والليالي الطويلة
ها أنا ذا أدخن مثلما لم أدخن من قبل
ها أنا أسهر كما لم أسهر من قبل
إنني أشيخ بسرعة رهيبة
إنني أكبر سنة في كل لحظة
هاهي الأيام تهرب من أمامي كأسراب الطيور
إنها تتسرب من بين أصابعي كالرمال
صرت أشعر أن أيد صلبة وخشنة تحاول أن تسرقني مني
أن عيونا حادة وحمراء تتلصص عليّ في كل لحظة
كنت أحتاج لأكثر من جذر لكي لا أُقتلع بهذه السهولة
لكنني رغما عن ذلك
لازلت أحمل هموم الجميع على كاهلي
لازلت أخزن دموع الملايين داخل عينيّ
وآهاتهم داخل حنجرتي
الملايين يضجون داخلي
الملايين يصرخون
وأنت تريدين أن تحكري هذا القلب عليك
تريدين أن تضمي هذه المجرة بين كفيك الصغيرتين
هل يمكن أن يُحكر البحر على سمكة واحدة
أنت لن تدركي مني
إلا مايمكن للنملة أن تدركه من البيدر
لن تدركي مني
إلا ماقد تدركينه من ماء البحر
وأنت تغترفين غرفة بيديك
هل لبرعمة تفتحتْ للتو
أن تحمل الشجرة التي تحمل الغصن الذي يحملها
أنا أحبك
أقسم أنني أحبك
لكنني الهواء الذي يحتاجه الجميع
أرجوك لاتحكريني لرئتيك