كيف انهمرت تلك المشاعر؟ كانت متسمرة أمام لوحة الإعلانات تبحث عن موعد انطلاق الرحلة. هي تغادر بلاداً لم تعد تٌريها وجها تحبه، تترك زمناً لايغادر قلبها، تحاول النسيان.
البارحة وهي تبحث عن ورقة رسمية وجدت كتابة مختبئة، نعم لقد اختبأت من غضبها الذي أحرق كل ماكتبت له، كراسات ورسائل، قصائد ونصوص. أحرقت كل شيء واختبأت خلف قناع اللامبالاة، سمعت صوتاً جعل قلبها يرتجف، لكنها لم تلتفت، واصلت تحديقها في زمن المغادرة، ورأت ذلك التشابه بين الغدر والمغادرة .
اقترب الصوت، فتسمرت وأحست بخفقان قلبها المتسارع وتجمد أطرافها، واصلت التحديق ورأت في اللوحة أمامها ظله الطويل وظلها الذي يتشبت به.