
في البحيرة الراكدة
حيث العُشب ينمو
فوق المياه
والورود تزهر
على أطرافها
كانت البجعات تغفو
من الضجر
تمدد أجنحتها
وتطوي أعناقها
لتخبئ رؤوسها الصغيرة
وتنام ,
بينما شيئًا ما
كان ينساب مني
في قلبها ,
كلما طال وقوفي ,
شعرت بخفة أكثر
بروحي ,
وبأن للقصيدة الغارقة
في أعماقي جناحين ,
أنا أهذي مجدداً
لا شيء تحرك ,
لا شيء ..
اللوحة فوق الجدار
ثابتة ..
كل الأشياء تغفو
بنمط مضجر ,
البجعات
العشب ,
ماء البحيرة
وحتى الشمس الذهبية
كقرط غجرية
بدت ثابتة تماما
منذ ساعات .
لا شيء يحركها
ولو كان قدوم
المغيب .
لا شيء يجعل من
خصرها المشتعل
يهتز ,
لا شيء يجبرها
على الضحك بوجهي ,
حتى وجه أغسطس ..
الذي قالوا بأنه
مر منذ قليل
مرّ للمرة الأولى
دون أن أنتبه لمروره ,
كانت رياحه باردة
على غير عادة
أغسطس ,
لم يأتي بالكثير من
الحنين والشِعر ..
طيوره خلفتني كعش
مهجور ورائها ..
وسافرت بعيدًا نحو
شواطئ ,
لا تتوقف أمواجها
عن النحيب
واستقبال طوابير
من الجثث ,
شواطئ ,
أظنها لا تزال تذكرني
أو تنتظرني ,
أنا في الجهة الأخرى
الآن ,
طابورًا من المودعين
جثة بلا رأس
رأس بلا ذاكرة
لم تعد تلفح جبيني شمسه
صرت أتدثر بأجنحة
البجع الضجر ,
وأخبئ سُمرتي الفاضحة
تحتها ,
خشية أن يصير
للقصيدة ,
التي تغرق بأعماقي
جناحين .