من أعمال الفنان محمد الشريف.
طيوب النص

تقف الشمس في شارع الرشيد

من أعمال الفنان محمد الشريف.

 

منذ السابعة صباحا وأنا ابحث عن سيّارة أجرة تأخذني إلى قريتي. صخبُ مارّة، أصوات عجلات عربات تضرب الطريق الإسفلتي
“صيفُ حار.” يقول عجوز يقف على الرصيف
كيف لا تغادر الشمس الميدان؟
كيف لها أن تكون بهذه القسوة؟
نوافذ الشقق المطلّة على الشارع مقفلة. شرطيان راجلان يعبران، يلوّح أحدهم بيده محيّيا أحداً ما.
“البحر هرب منه الحوت.” يهمس بائع السمك لنفسه
الأشجار على جانبي الشارع رحلت عنها الطيور، لا نديم لها سوى غبار شاحب يأتي من القطرون، كلما حنّ أو فاض به الوجد إلى البحر. غبار لا يشبهه غبار. في الثانية بعد الظهر، تستقيم حافلة الدواخل بوجهها ناحية الشمس. على أطراف الشارع تكبر الظلال، تهتزّ الأشياء تحت الأقواس فارغة، تذوي الأحلام داكنة كالليل، خفيفة كريشة عصفور.

مقالات ذات علاقة

مَبدئيّة الإتزانيّة

علي بوخريص

رقصة التفاح

عبدالسلام سنان

قرابين

سهام الدغاري

اترك تعليق