حوارات

الفنان الكبير: حسن عريبي : يرد على منتدي المهرجان الثاني للأغنية ويسجل شهادته

الفنان الكبير: حسن عريبي

 يرد على منتدي المهرجان الثاني للأغنية ويسجل شهادته
على المهرجان الوطني التاسع للفنون الشعبية

حاوره/ جابر نور سلطان 

الفنان: حسن عريبي

لا يختلف اثنان عاقلان على القيمة والقامة الفنية للفنان الكبير حسن عريبي.. ويضيق المجال عن ذكر أو تتبع مشواره الحافل بالعطاء المتميز التقيته في المهرجان الوطني التاسع للفنون الشعبية الذي انتظم مؤخراً في مدينة شحات.. وقد كان أكثرنا حرصاً على المشاركة والحضور في كل فعاليات المهرجان منذ الصباح إلى الصباح.. وهذا نص الحوار أو الشهادة.

استغلال الفن الشعبي

أنا أدعو دائماً لإقامة مثل هذه المهرجانات لكن ليس بالشكل الذي شاهدته في هذا المهرجان, كثرة بدون مردود, كلُّ مجموعة تجتمع وتعمل فرقة, ويقولون نحن فرقة كذا وباسم كذا.

# هل تم استغلال الفنون الشعبية?

– إلى حدٍ ما, أيضاً هناك تداخل بين هذه الفرق, إنهم يظنون أن الفنون الشعبية مجموعة تتراقص وتتحرك.. الفنون الشعبية لها معانٍ, ولها مضامين, ولها سياسة وأسلوب, وهي أساس من أساسات الثقافة العربية, لابد لكل فرقة أن تعبر عن المنطقة التي أتت منها.. أما أن تأتي فرقة من منطقة وتقدم عملاً لمنطقة أخرى, فهذا عبث ولا يجوز أو أن نقدم رقصة موجودة في منطقة أخرى, هذا أيضاً عبث, باستثناء بعض المناطق, وقد أشرت إلى أن رقصة (الكسكا) موجودة في زوارة وفي درج, وفي غدامس, هذه مناطق متقاربة وهي مناطق معروفة بهذه الرقصة… أما أن ترى (الكسكا) في شرق الجماهيرية فهذا عبث, نحن نستهدف من الفنون الشعبية هو إبراز الفنون الموجودة في تلك المناطق, كل منطقة بحسب عاداتها وتقاليدها في الأفراح والأتراح, أو فيما يتعلق بالنغم والايقاع, ونجاح الفرقة يتحقق بمقدار تمسكها بأصالتها وتقديم الأثر الموجود في منطقتها.. كذلك هناك شىء آخر لا يجوز وموجود أربع فرق مثلاً في منطقة واحدة من المفترض أن تكون في كل منطقة فرقة واحدة هي التي تشارك باسم المنطقة يجب تحديد عدد الفرق في مثل هذه المهرجانات لكل شعبية فرقة, إن تعدد الفرق في الشعبيات لم يعد له منظور فني أو ثقافي, إنما منظور مادي, للتكسب والحصول على رحلات خارج الجماهيرية.. إن أمانات اللجان الشعبية للإعلام والثقافة والسياحة بالشعبيات, يجب أن تنتبه إلى مثل هذه الأمور, وتكون هناك فرقة رسمية واحدة في كل شعبية, تتمكن الشعبية من دعمها ودفعها للأمام, ويتم اختيار العناصر الكفؤة.. هناك تزاحم غير مبرر الآن بين الفرق..

# من يضبط هذه الأمور.. الفرق الشعبية تشكو من اليتم, كما عبر أحد الأشخاص – لا دعم ولا متابعة؟

– أمانات الاعلام هي المسؤولة وهذا عملها.. وإذا وجد أشخاص داخل هذه الأمانات لا يفقهون, فيجب أن تنحيهم الجماهير ويستبدلونهم بأناس أكفاء.

#أستاذ حسن.. لقد اختتم مهرجان الأغنية في دورته الثانية منذ مدة قريبة وكنتم ترأسون هذه الدورة.. كثر الكلام حول هذا المهرجان, وكثرت الانتقادات ماذا تقول?

– مَنْ كتبوا في صالح المهرجان فهم منصفون, ومَنْ كتبوا ضد المهرجان, فهم مغرضون هذا المهرجان لم تكن به مواطن سلبية مثل باقي المهرجانات..

# أستاذ حسن.. هناك من أكد أن المهرجان الذي سبق هذا المهرجان كان أفضل؟.

– لا أريد أن أعقد مقارنة.. أنا أتحدث عن المهرجان الثاني للأغنية. واترك باقي التساؤلات للقراء والنقاد, أولاً كلُّ من شارك في المهرجان الثاني للأغنية من الفنانين, شملته المكافأة المالية لم يشارك شخص في هذا المهرجان إلا وأخذ مكافأة, بمعنى أنني نظرت إلى الأغنية, ولم أنظر للأشخاص..

نظرت إلى ست وثلاثين أغنية موجودة في المهرجان,. اعتبرتها في ميزان واحد ونظرت إليها بكاملها بمنظار واحد وقررت لها مكافأة متساوية, كل أغنية صرف لها مبلغ مالي, مقسم بين المطرب والمؤلف والملحن, وكل أغنية أخذت ثلاث قلائد ذهبية, للكاتب والملحن والمطرب.. وكل أغنية ثلاث شهادات.. وكل من شارك في المهرجان, كان في كامل السعادة.

أيضاً الإقامة كانت طيبة وصرفت لهم مكافآت, بمعنى أن الجانب المادي أعطي بالكامل هذا وجه, الوجه الآخر, كثير من الناس يعتبرو ن هذا المهرجان فرصة للنهب, بحيث يدخل زيد وعمر وفلان وفلان, وتصبح عملية نهب.. والنهب يأتي عن طريق اللجان. يعني لجنة إعلام, لجنة استقبال, لجنة الضيافة ولجان ولجان. وكل لجنة بها عشرة أشخاص وتجد المجموع (120) شخصاً, ماذا يفعلون ماذا يقدّمون. لاشيء. اللجنة الإعلامية ماذا تفعل ? تكتب اللافتات, المطوية, الشهادات, بطاقات الدعوة, عمل هذه اللجنة قمت به أنا في مكتبي, كل الشهادات وكل اللافتات وكل البطاقات أنجزتها في مكتبي بدون الحاجة للجنة إعلامية, وتمت تغطية المهرجان تغطية كاملة. من حيث الملصقات والمطويات واللافتات واستمارة الاستبيان.

وكان التساؤل لماذا يفعل حسن عريبي هذه الأشياء بنفسه دون لجنة.

الوجه الآخر ضيف يأتي من المطار.. في المهرجان تشكل لجنة استقبال لم أر فائدة لهذه اللجنة.. لقد عملنا المهرجان بستة أشخاص. وبالنسبة للمسرح كلفت جهة تقوم بالمسرح ومع ذلك لم تلتزم.

بالنسبة للتقويم.. فقد نظرت إلى الأغاني على أنها جميعاً مثل بعضها وعلى هذا الأساس  وستأخذ مكافأة مثل بعضها.. لأن مستوى التكافؤ  غير موجود.

وتكون المسابقة مجدية حين يكون هناك تكافؤ بين المتسابقين. كحكم عام تركت الأمر للجماهير في تجربة جديدة وتم أخذ رأي الجمهور, عبر استمارات استبيان

(1500) بطاقة, وزعت كل ليلة 500 بطاقة وجاءت كل البطاقات معبأة.

الحكم الأول: أن المهرجان ممتاز.

الحكم الثاني: الفرقة الموسيقية ممتازة الحكم الثالث: مستوى الأغاني ممتاز.

 شكلنا لجنة تقويم واستعانت باستبيانات الناس وهذا خارج إطار المهرجان في رأيي وأريد أن أؤكد أنه لولا جهود الأخ / عبد الله منصور ماكان لهذا المهرجان أن يقوم ومع هذا فإن نفقات هذا المهرجان أقل بكثير من نفقات المهرجان الأول هذا المهرجان لم يرتب أية ديون على الإذاعة كل من عمل فيه أخذ مكافأة.. وكل من عاد من المهرجان عاد سعيداً, بينما المهرجانات السابقة, الذي أخذ مكافأة, هو الذي تحصل على الدرجة الأولى أو الثانية.

# هل تأثرت بالانتقادات السلبية حول المهرجان?

– أبداً لقد تجاوزت هذه المرحلة أن أحداً يكتب وأغضب منه, على العكس أنا أريد من ينتقد ومن يشتم.. هناك من يكتب لحاجة في نفسه, هناك من يحمل نزعة عدوانية. وهناك من هو فارغ ليس له في العير ولا في النفير.. وهناك من هو لا شىء ويريد أن يصبح شيئاً لكل أسف هناك بشر أعمتهم الماديات يريدون أن يثروا بسرعة, ويتحصلوا على الأموال بسرعة ولاتهمهم الوسيلة, يجري في – جرّة) اللجان والمهرجانات ويأتي بكل بساطة ويقول: اعطني حقي, ألف دينار, ألفي دينار. من أين له هذا الحق.. أنا أتوجه إلى كل الناس: المهرجانات ليست فيئاً, هذا مال عام وكلنا مسؤولون  عن المال العام, المهرجانات ليست ملجأً. وعلى المستغلين للمهرجانات أن يخجلوا على وجوهم. مثلاً أحدهم راتبه الشهري (250 ديناراً) يأتي في المهرجان ويريد (2000) دينار. هذه سرقة وهذا ما يحدث في الندوات والمؤتمرات, هناك في الجماهيرية بطش في المال العام وفيه سرقات كشفت عنها المحاكم.. وهذا تدني في الأخلاق : المال العام للجماهيرية ليست خصومة بينك وبين شخص آخر, تستطيع  أن تضحك عليه, المال العام مال كل الليبيين, خصومك كل الليبيين, سيحاسبونك  في الدنيا والآخرة. المال العام ليس متاحاً ليس بقرة طائحة.. إن حجم الإنفاق على المهرجانات قد أنفق هائل جداً. مثلاً  المهرجان الوطني التاسع للفنون الشعبية, وجدت أكثر من 1200 مشارك لو كل شخص أعطيته ديناراً فإنه مبلغ كبير.. هناك أناس تعودت على هذه المأدبات يريد أن يتغدى ويتعشى بالمجان وهي فرصة.. ليست هكذا الأمور.. لابد من وجود تخطيط وتقليص هذه الأعداد الهائلة..

لا أنكر أن هناك فنانين ممتازين ومن الرقي بمكان ومن الوعي والفهم بمكان.. مطربون وراقصون وعازفون. لكنهم يضيعون في زحمة الانصاف وغير المتخصصين والذين لاهم لهم إلا الكسب.

أتمنى على مجلس تنمية الإبداع وعلى أمانات الإعلام, أن يلتفتوا إلى هذه المواضيع, ويقتنوا المهرجانات, ويقتنوا الفرق الموجودة بالشعبيات, أيضاً الفرق الموسيقية المشكلة نفسها.. نتمنى قبل أن نغادر هذه الدينا, أن نرى فناً ملتزماً, ونرى أناساً يحرصون على مصلحة البلد وعلى المستقبل.. لأنه لا وجود للحاضر بدون ماضٍ. ولا مستقبل بدون حاضر وماضٍ. إذاً لابد من الحفاظ على القيم الفنية الأصيلة, أما رقص الباليه والعزف على الآلات الغربية  أو تزيين التطبيع مع الصهيانة, أو تزيين العولمة.. أنا أمقت هذه الأشياء وهؤلاء الناس قد فقدوا هويتهم وقد فقدوا مبررات وجودهم نحن مازلنا بخير ومازلنا متفائلين.. هناك في هذا المهرجان أغانٍ وألحان شدتني وكانت أصيلة فرق الجنوب  وأبناء الزنتان ووادي الحياة وسبها وغات (الطوارق) ومرزق. حينما شاهدت فرقة غات شعرت بأفرقة ليبيا وأن ليبيا أفريقيا, وجزء حقيقي من أفريقيا, بعكس بعض المناطق الأخرى. وجودها في أفريقيا جغرافي فقط.. بالنسبة لليبيا جزء منها نسيج ثقافي مرتبط بأفريقا.

مقالات ذات علاقة

خالد السَّحاتي: نَجَـاحُ الكَاتِبِ يعتمدُ على التخطيط المُسبق

المشرف العام

مأمون الزايدي عن “سيرة ذاتية للأحمر”.. وسؤال الترجمة

المشرف العام

الشاعر الشارف الترهونى: يروى ذكرياته وأحلامه

المشرف العام

اترك تعليق