أقامت الجمعية الليبية لأصدقاء اللغة العربية، مساء الخميس 15 مارس الجاري، محاضرة لعلي الشوماني بعنوان «بين العامية والفصحى»، بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي في بنغازي.
وأشار الشوماني في بداية محاضرته إلى الدافع وراء بحثه عن «أسباب انتصار العامية، ولماذا تغلبت على الفصحى»، فقال إن: «فكرة المحاضرة هي انتصار اللهجة العامية، وهذا ما جعلني أتتبع العامية فيجب أن ندرسها… هذه لهجة انتصرت في المعركة ومن حقها علينا أن ندرسها».
واستهل الشوماني مقدمته بالقول إن «العامية كتبت بها المسرحيات والأفلام والمسلسلات والأغاني التي نستمتع بها… أبشركم أن الفصحى خسرت المعركة أمام العامية، والفصحى تتقهقر وتتراجع وهي قابعة بحسرة في الكتب والمكتبات فقط، فماذا تبقى للفصحى… العربية الفصحى ندرسها من خلال القرآن والأحاديث والأشعار والحكم، أما العامية فنحن ندرسها من خلال الشعر الشعبي ولديها شواهد».
وتطرق الشوماني إلى الفروق بين العامية والفصحى في مواضع عدة وأسباب ابتعاد الناس عن الفصحى، فقال: «الفصحى لها قوانين وضوابط وقواعد و(قل ولا تقل) ودائمًا تقف عائقًا أمام قارئ العربية والمتكلم بها… وأنا لست من مشجعي العامية، لكنني أدرس ظاهرة».
وأضاف أنه يعتقد أن هذه القوانين الصارمة هي التي دفعتنا إلى عبارة «سكّن تسلم» واختراع لغة متحررة من القواعد وهي العامية، وهذا أمر يدعونا إلى تدريس اللغة الفصحى وبشكل متعجل، وإن كان المدارس والمعلمون والموجهون يتكلمون العامية، إذن هناك خلل».
واستكمل إيضاح الفرق بين الفصحى والعامية بالقول: «العامية المتكلم بها حر فلا رفع ولا جزم وله أن يمزج بلغات متعددة ولا توجد بها كلمات مرفوعة قط مثل الرفع بالحروف مثل (المهندسين بدل المهندسون) في بداية الجملة وهناك حروف هجرت في اللغة كالثاء، والذال والجيم تحول الحروف القمرية إلى شمسية في العامية، برز حرف الحاء واحتل مكان حرف السين، مثال (حنمشي بدل سنمشي)، أما الهمزة فتحولت إلى ياء مثل (البير بدل البئر)».
ما الذي علينا فعله؟
هذا السؤال طرحه الشوماني وقال «حتى في المسرحيات يُقدم كاتب المسرحية أستاذ اللغة العربية بشكل ساخر، حتى في المدارس يحترمون أساتذة كل المواد إلا أستاذ اللغة العربية… الإعلام المرئي ونشره العامية لا يصح، ومن الواجب أن يكون كل الإعلام بالفصحى، يجب على الإعلامي أن يتكلم الفصحى ويشجع على استخدامها، وكذلك المدارس يجب إلغاء العامية منها حتى نعيد للفصحى أمجادها».