من أعمال الفنان محمد الشريف.
شعر

عَــــاشِـقَــانِ ..!!

 

 

( 1 )

العَاشِقُ الأنيقُ..

الغَارِقُ في شبرِ لهفةٍ..

النَّابِتُ على ضِفَّةِ الشَّوْقِ صبَّارًا عجوزًا ..

توصلُ نظرَاتُهُ البناتِ إلى مدارسهن ..

تحرسُهُنَّ آنَ الإيابِ حتى معبرَ الشبقِ

تحضنُهَّنَ حتَّى أعتَابِ البيوتِ..

حتى غرفِ اللهفِ الجحيم..

تسلِمُهُنَّ للنُّعَاسِ العميقْ..

ثمَّ لا تعودْ..

العاشق الأنيق

يمشِّطُ بيدِ الشوقِ الشَّلَّاءِ

صلعةَ الخيباتْ..

منتظرًا غُرَّةَ الوجدِ

مقدمَ الفاتناتْ..

حارسًا عِندَ جذوةِ العناقِ

ظلالاً لِأبْهَتِ الأُمنياتْ..!!

( 2 )

العَاشِقُ المُزْمِنُ..

المُنْتَعِلَ قلبَهُ الوحيدَ

في طرقِ المواتِ اشتياقًا ..

على مرمى شهقةٍ من قبرٍ ..

مُدَّخِرًا للسَّبعينَ مراهقتَهُ العجوزَ..

يستدنيها ..

يَمْسَحُ غفوتَها..

يُزيلُ عنها كَسَلَ السِّنين ..

يُشْهِرُهَا عَيْنَي غِوَايَةٍ غادرتينِ

مراهقةٌ عانسٌ ..

لم تستعملْ قطّْ ..

يُغْدِقُهَا على العابراتِ

من شَبَقِ السَّنِينِ..!

يُدْهِنُ وُجُوهَ الصِّبايَا الغافلاتِ

بريقٍ ذارفٍ من لهفٍ مُسِنٍّ..

يستمرئُ يَبَاسَ الغزلِ الجافِّ

ليدهنَ خبزَ انكسارٍ

بِمَرَقِ الشَّيْخُوخَةِ المُرِّ. .!

مُحَرِّكًا بعكَّازِهِ الكسيرِ

ما تَخَثَّرَ من غثاءِ الأُمْنِيَاتِ ..

عكَّازٍ لا يستقيمُ عليه ظهرُهُ

لا يُورِقُ على انحنَاءَةِ رأسِهِ

غُصْنُ أمنياتْ..

يهشُّ بِهِ عندَ ذروةِ الشَّبَقِ

على أسرابِ العذارى ..

لهفًا مسكوبًا

من وسوسَةِ أساورِ مَنْ تَمَرُّ..

وارتفافًا في تثنِّياتِ البناتْ ..!!؟

مقالات ذات علاقة

دفتر خفيف

سميرة البوزيدي

قـلـيـلاً فـقـط

محمد المغبوب

صورك في هاتفي

محمد عبدالله

اترك تعليق