متابعات

في الثقافة الليبية المعاصرة . . ملامح ومتابعات

محمد الفقيه صالح وكتابه في الثقافة الليبية المعاصرة.

أنتظمت مساء الثلاثاء الماضي بدار حسن الفقيه حسن بالمدينة القديمة بطرابلس وفي حضور ثلة من المثقفين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي الندوة الفكرية التي حملت عنوان ” في الثقافة الليبية المعاصرة . . ملامح ومتابعات ” وخُصصت بالكامل لتناول ما جاء في الإصدار الأخير للشاعر والكاتب الراحل محمد الفقيه صالح , وتأتي هذه الندوة في إطار قيمة الوفاء وتسليط الضوء على الشخصيات المؤثرة في الثقافة الليبية المعاصرة والتي قدمت الكثير دون أن تنال حقها من التكريم والأحتفاء والذكر , سيما وأن بعض هذه الشخصيات الوطنية رحلت عن دنيانا دون أن يُشاد بما أعطت وأبدعت في المجال الثقافي بصفة عامة , والكاتب محمد الفقيه هو احد هذه القامات التي لم تحظى بحقها من الأحتفاء في حياتها , ورأت الجمعية الليبية للآداب والفنون من خلال هذه الندوة تسليط الضوء على المُنجز الفكري والأدبي للراحل بصفة عامة وعلى كتابه الأخير الذي حمل عنوان الندوة كبادرة للإشادة به وتقديمه للقُراء باعتباره حاملا لنظرة تنويرية وتحليلية وطريقة نقد موضوعية نحن في أمسّ الحاجة لها اليوم , وليبيا تمر بكل هذه الأزمات والمختنقات تبرز الحاجة لمثل هذا التفكير الخلاق الذي يؤسس لمناخ حر وتداول سلمي للأفكار والرؤى بعيدا عن النزعة التسلطية واللجوء إلى السلاح لحل أبسط الخلافات وأقل النزاعات كما يحدث اليوم للأسف .
البداية كالمعتاد مع كلمة مدير أو مُقدم الندوة الذي تكفل بإلقائها عضو الجمعية الأستاذ رضا بن موسى وقدم فيها جانبا من السيرة الأدبية والفكرية والذاتية للراحل بعد أن عرُّجّ على الكتاب موضوع الندوة وقدم حوله قراءة مختصرة هيئت المتلقي المستمع للدخول في عمق الندوة مع الأوراق اللاحقة حيث خلص الأستاذ رضا إلى أن محمد الفقيه من خلال كتابه هذا انحاز دون مواربة لكل ما هو تنويري باعتماده على منهج واقعي جدلي وتبنيه للنظرة العلمية في تحليله لواقع الثقافة في ليبيا من خلال عدة مقالات في الأدب والفكر والتاريخ بشكل يوضح المجهود الكبير الذي بدله الكاتب في وضعها وأظهرت جديته في التعامل مع هذه القضايا , وسرد الأستاذ رضا بعضا من سيرة الكاتب الذي ولد العام 1953 وتخرج لاحقا من كلية الأقتصاد جامعة القاهرة عام 1975 قبل أن يتم اعتقاله سنة 1978 مع مجموعة من زملائه في قضية رأي سياسي ويصدر عليه حكم بالسجن المؤبد قضى منها عشر سنوات قبل ان يطلق سراحه العام 1988 , وللكاتب مشاركات عدة في المؤتمرات والندوات في الداخل والخارج , كما كتب في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية وله من الكتب , خطوط داخلية في لوحة الطلوع وحنو الضمة سمو الكسرة وقصائد في الظل الصادر عام 2016 في الشعر , بالإضافة إلى كتابي أفق آخر الصادر عام 2002 و في الثقافة الليبية المعاصرة . . ملامح ومتابعات الصادر عام 2016 في النقد الأدبي والثقافي .

مشاركة الكاتب أمين مازن.، بندوة الثقافة الليبية المعاصرة

الأستاذ أمين مازن بحيويته المعتادة كان ثاني المتحدثين والذي تلى في دقائق معدودة ورقته التي أضاءت الكثير من جوانب شخصية وإبداع الراحل الذي انحاز على الدوام للمعرفة وللتنوير , وتعرض الأستاذ أمين لمحنة الراحل وتضحياته الجسام مع مجموعة من مجايليه في سبيل الأرتقاء بالمجتمع ونقد كل ما من شانه أن يشده للوراء ويحد من مسيرته نحو التقدم ولاقى في سبيل ذلك العديد من المصاعب , ذلك أن الراحل ومنذ البدايات أختار أو انتهج الطريق الصعب بخلاف الكثيرين انطلاقا من المسئولية التي وضعها على عاتقه وتحملها راضيا , وكان شجاعا في طرح أرائه الفكرية وفي شعره أيضاً , وعلى الرغم من الهدوء الذي يظهر على مُحياه كان الراحل بحسب الأستاذ امين يتقد حماسة وشجاعة , وكعادته الأستاذ أمين باعتباره شاهدا على فترة مهمة من تاريخ ليبيا بأحداثه ورموزه وشخصياته كان لابد من أن يتطرق إلى بعض الأحداث التاريخية , ويستحضر بعض الشخصيات المؤثرة ليؤطر موضوعه تاريخيا ويُضيء جانبا مهما من شخصية الراحل محمد الفقيه الذي تمتع بوعي حاد ومُرهف وامتلك مبكرا أدواته النقدية فكانت كتاباته ناضجة ورصد بقلمه مواضع الخلل وأظهر رؤيته الثاقبة للقضايا الملحة سواء في شعره أو في نثره الذي كتبه .
كما نوه الأستاذ أمين مازن بمرحلة السجن في حياة الراحل والتي من وجهة نظره كانت قد صقلت شخصيته وأثرت معرفته وزملائه في السجن وأسهمت بتفتح وعيهم وعجُلت بتشكل وتبلور مواهبهم فيما بعد , وسرد الباحث في ورقته التي قرأها على عجل ودون استطراد أو خروج عن النص – إلا فيما ندر – هو الذي يؤمن بأن للمتلقي طاقة محدودة وقدرة على التركيز لا تتعدى الربع أو النصف ساعة على أبعد تقدير يتشتت ذهنه بعدها , ولهذا السبب حرص على أن تكون ورقته مكثفة ومضغوطة كما يقال حتى تؤدي ما هو مأمولا منها في التوضيح والإبانة .

مشاركة الأستاذ عمار جحيدر، بندوة الثقافة الليبية المعاصرة.

كما سرد الباحث نتفا من حياة الراحل وتعاون بعض الشخصيات السياسية آنذاك معه مثل عزوز الطلحي الذي خصه الباحث بالتحية لمواقفه المُشرفة مع الشاعر الراحل أبان اشتغاله في الخارجية الليبية وقبل توجهه لإسبانيا للعمل هناك كدبلوماسي . وهنا قدم الباحث صديقه الراحل كما عرفه من خلال كتبه ومن خلال الصحبة التي توجت باختيار الباحث لمحمد الفقيه لكتابة مقدمة للجزء الثاني من سيرته الذاتية ” مسارب ” تعبيرا عن اعتزازه وحرصا منه على التواصل معه ومع جيله , ثم تطرق الباحث إلى المواقف المتزنة للراحل خلال انتفاضة 17 فبراير وما تلاها من انقسامات بين الشركاء , هو الذي أخلص لرسالته من خلال الأدب والفكر ولمهنته من خلال الوظيفة التي شغلها .
الأستاذ عمار جحيدر صديق الراحل , من جهته تلى ورقة وضع لها عنوان ” الشاعر الناقد الثقافي محمد صالح الفقيه . . مثقف سبعيني بين طرابلس والقاهرة والسجن ومدريد .
واستعرض فيها مراحل حياته بكل ما انطوت عليه من أحداث وتحولات وبيًنَ انعكاساتها على تكوينه , وللعواصم الثلاث – بحسب الباحث – فضل على تكوين الراحل محمد الفقيه وتنمية تفكيره الناقد , وتوصل الباحث إلى بعض النتائج بعد دراسته للبُعد المكاني في حياة الشاعر , وكونه مفتونا بأرقام والإحصائيات أستعرض الباحث وفق الرسم البياني الذي أعده النتائج التي وصل إليها والتي تعزز من الأحكام التي طرحها في شأنه وفي شأن مُنجزه الإبداعي بشقيه الفكري والأدبي منوها إلى أن الفقيه ينتمي إلى الجيل الثقافي الثالث في ليبيا حيث سبقه جيلين كان من أبرز وجوههم التليسي والشلطامي , قبل أن يتوقف عند بعض أثاره وكتاباته وعقده لمقارنة ما بين كتابيه , أفق آخر والثقافة الليبية المعاصرة ملامح ومتابعات , اللذان يندرجان في إطار النقد الثقافي حيثُ بيًنَ أوجه الأختلاف الأتفاق ما بينهما بحساب الفارق الزمني الذي يصل إلى الخمسة عشرة عاما ما بين الكتابين .
والمنهج الرياضي أيضا كان حاضرا هنا عبر أرقام وإحصاءات ونسب مئوية وضعها الباحث وتوصل إلى نتائج موضوعية بالأستناد إليها , ومن أهم ما لاحظه الباحث بعد عقده لهذه المقارنة النضوج والدقة والصياغة المحكمة واللغة المتماسكة التي يتميز بها الكتاب الأول عن الكتاب الثاني . قام بعد ذلك الباحث بتتبع العديد من المقالات الواردة بالكتاب موضوع البحث وأبدى بشأنها بعض الملاحظات القيمة واستعرض بعض تفاصيلها وتناولها بشيء من التحليل مُتيحاً بذلك الفرصة لمن لم يطًلع على الكتاب أن يبلور فكرة مبدئية عنه , ولا شك في أن هذه الإضاءات والإشارات تُسهم – إن لم تكن أسهمت – في تهيئة المتلقي للتعاطي مع الكتاب في حالة قرر قراءته وتعطيه فكرة مسبقة عن محتواه وتمنحه أدوات لقراءته بوعي أكبر وبمتعة أوسع , ونبًه الباحث إلى مهارة وبراعة الراحل في الترجمة التي تجلت في ترجمته لأحد المقالات المطولة لكاتبة إسبانية ونُشِرَ هذا المقال المُرجم في كتيب صغير مع مجلة المؤتمر سنة 2007 .

مشاركة الأستاذ إبراهيم حميدان، بندوة الثقافة الليبية المعاصرة.

وفي عجالة وكاعتراف بثقافة الراحل العالية والإشادة بها عدّدَ الباحث الرموز والأدباء والمفكرين الذين خصهم أو خص إنجازاتهم الفكرية والأدبية بمقالاته المتنوعة واعتبر الباحث عمار جحيدر أن نهاية رحلة الشعر الحر في ليبيا كانت مع الشاعر محمد الفقيه وله في هذا اللون الشعري قصائد جميلة ومعبرة قبل انتقاله لكتابة ما يُعرف بقصيدة النثر , وجاء هذا في سياق حديث الباحث عن التحولات الشعرية لمحمد الفقيه صالح , أما مسك الختام فكان مع أبيات شعرية رثائية أحتفائية ألفها الباحث عبّرت عن تقدير واعتزاز كبيرين ومودة بالغة يكنها لصديقه الراحل , وعلى إيقاع الموشح الأندلسي الشهير :-
يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما في
الكرى أو خلسة المختلس .
على وقع هذا الموشح الذي أداه الكثير من المغنين والمطربين كتب الباحث أبياتا أربع لم نستطع أن ندون منها إلا البيت الأخير الذي يقول :-
أيها الراحل في أعماقنا
نم قرير العين بالأندلس .
في إشارة إلى صديقه , وفي هاته الكلمات القليلة شحنة من المحبة وفيها ما لا تستطيع التعبير عنه أطنان من المفردات التي قد تولد ميتة لأنها غير صادقة ولا تصدر عن ذات مُحبة .
الورقة الأخيرة في الندوة قام بكتابتها الأستاذ ابراهيم حميدان وعنونها ب ” محمد الفقيه ناقداً ” أستهلها بقوله ” كلنا نعرف محمد الفقيه شاعرا ونحن هنا نعرفه ناقدا كتب في النقد كما كتب في الشعر ” ونوه إلى أعماله القليلة بحساب الكم , طالبا أن يُنظر إليها من ناحية الكيف لأنها تحمل من الأفكار ما يفوق كلماتها بكثير , ولعله يكون قد فتح لنفسه أفق آخر وشق طريق مغاير بكتاباته النقدية والفكرية , وأرجع الباحث سبب عدم وضع كتب اكثر من قبل الراحل إلى قيود السجن والتزامات الوظيفة .
ولمن يريد الأطلاع أكثر علة حيثيات المشهد الثقافي الليبي سيما فيما يتعلق بجيل السبعينيات يشير الباحث إلى أهمية قراءة كتابي الراحل ” أفق آخر و الثقافة الليبية المعاصر . . ملامح ومتابعات ” , وهذا مجتزأ من مقدمة الفقيه لكتابه أفق آخر يسوقه الباحث للبرهنة على وعي الكاتب إذ يقول ” تندرج مادة هذا الكتاب في باب الممارسة النقدية التي تنشغل بمقاربة الواقع الثقافي في بلادنا ومساءلته في محاولة للإمساك ببعض الملامح والسمات الرئيسية التي تصبغ الثقافة الإبداعية والنقدية المعاصرة ومقاربة ما يعتمل في قلبها من تطورات وإشكاليات وتحولات وطموحات , ولعل الكاتب يصيب قلب المعنى حين يشير إلى ان كتاباته النقدية تشكل خلفية نظرية ورؤيوية لتجربته الشعرية , كما يوضح الباحث , رغم انها أكبر من ذلك بكثير في تصورنا إلى جانب أنها تمثل جزء من الرؤية الكلية لجيل السبعينيات .
ثم توقف الباحث عند الكتاب الثاني موضوع الندوة واستعرض بعض مقالاته النقدية المتنوعة في مجالات الفلسفة والفكر السياسي , ولعل للخطر الذي تحسسه الراحل من هيمنة قوى سياسية وفكرية تتخندق وراء الأيديولوجيا بجميع أشكالها الممقوتة وتتهدد الثقافة الوطنية هو ما دعاه إلى إصدار هذا الكتاب , وهذا يكشف عن المسئولية التي يتعامل بها الراحل مع الكلمة والفكرة كونهما قبل كل شيء رسالة وأمانة .
ومن جهته أيضا استعرض الباحث إبراهيم حميدان من خلال ورقته الرموز الأدبية والفكرية التي تناولتها مقالات الكتاب المُحتفى به التي وإن ركّزت على جيل السبعينيات الذي ينتمي إليه الراحل إلا أنها لم تكتفي بذلك بل تناولت نتاج بعض اللاحقين , وتحت عنوان فرعي هو ” ملاحظات عامة حول الكتاب ” كتب الباحث عن مسئولية الكلمة وهو الشيء الذي طالما آمن به الراحل وقام بمراعاته في كل ما كتب بدافع إحساسه بالمسئولية عما يكتب ويتعامل مع الكلمة على هذا الأساس .

جانب من حضور ندوة الثقافة الليبية المعاصرة.

ويستدل الباحث ببعض الملامح التي توضح ما سبق , وهو ان الفقيه يكتب بدقة وانضباطية وبلغة راقية وبموضوعية عالية بعيدا عن الكتابة الانفعالية والأنطباعية , كما تتجلى المسئولية في نظر الباحث بلغة الخطاب النقدي وحقنه بلغة رفيعة المستوى مكثفة وأنيقة دون التورط في الإبهام والغموض , ولكون الراحل شاعرا بالأساس كان محتما أن تتسرب اللغة الشعرية إلى كتاباته النثرية التي قد لا تحتمل المجاز وتحتاج إلى مفردات واضحة وطرح موضوعي واستعمال الراحل للغة المجاز ليس غريبا عليه وهو الشاعر الفذ في تصوري .
وحين اجتمعت كل هذه الخصائص في محمد الفقيه كما يبين الباحث قدم رؤية نقدية على درجة عالية من النضج والمسئولية , وهذا ما رسخهُ كناقد ثقافي شامل وليس ناقدا أدبيا فحسب في المشهد الثقافي الليبي بعد أن ترسخ كشاعر .
وتحدث من ثم الباحث عن إيمان الراحل باللغة الرفيعة والتكثيف والبعد عن التسطيح والوضوح الزائد والسهولة المخلة التي قد تضر بالطرح الفكري والأدبي , وفي كل مرة يسوق الباحث بعضا من رؤى وتصورات محمد الفقيه ويقوم بإضاءتها تاركا للمستمع تقييمها وتقدير أهميتها مثل أرائه في الشعر الليبي التي وردت بمقالته الشهيرة ” بانوراما الشعر الليبي ” وبمقالته عن تجربة الشاعر ابراهيم الأسطى عمر الذي رصد تحولاها وعلاقتها بالمكان , وهذا ما أثبته البحث المتأني في التجربة التي توهجت واتخذت منحىً وجدانيا إبداعيا حين انتقل صاحبها للعيش في مصر حيث البيئة السياسية والاجتماعية والأدبية نشطة وحيوية , وانطفاء التجربة واتخاذها لاتجاه تغلب عليه التقليدية في بيئة الشاعر الأصلية .
كثيرة هي الآراء الت استحضرها الباحث حول كتابات الراحل المُحتفى بها وعديدة هي الإستشهادات التي استحضرها من أقواله ومقالاته فقط ليجعلنا كمتابعين على علم بأهمية الدور الذي لعبه الراحل في الثقافة الليبية أنطلاقا من الوعي الذي أمتلكه على الدوام .
” النقد عند محمد الفقيه ” عنوان آخر كثف تحته الباحث أهم أسس النقد التي اعتمدها الراحل والتي أهلته لأن ينجز ما أنجزه , حيث أخضع الناقد قلمه لأشتراطات قاسية حتى تأتي أشتغالاته النقدية موافقة لطموحاته وإحساسه بالمسئولية .
وفي سياق استعراضه لأسلوب الراحل النقدي لم يتوانى الباحث إبراهيم حميدان في استحضار أدلة تبين مهارته في النقد ودحضه لبعض الأفكار بالحجة والبرهان وبالحقائق التاريخية , كل ذلك في موضوعية تامة ودونما تعالي على النصوص التي يخضعها للنقد ويغوص عميقا في تفاصيلها لاستخراج ما تنطوي عليه من دُرر أو لتدارك بعض التجاوزات ولتوضيح نقاط محددة تتخللها .
وعند هذه النقطة تُختتم الندوة ليُفسح المجال للكاتب يونس الفنادي الذي أشاد بالكتاب وأكد على أنه بحاجة إلى المزيد من التحليل وأبدى عدة ملاحظات تنم عن ألتقاطات ذكية حول ما كتبه الراحل بشأن الشعرية النسوية في ليبيا وعن السؤال الذي أطلقه الراحل في أحد مقالاته والذي يقول , هل لدينا صوتا شعريا جماعيا أم أصوات مشتتة ؟
في سياق التأصيل لهوية شعرية ليبية , على غرار السؤال الذي أطلقه التليسي قبل حوالى خمسين عام أو يزيد قليلا والذي يقول , هل لدينا شعراء ؟ .
وبطبيعة الحال لا تزعم هذه المتابعة أنها أحاطت بكل ما ورد في الندوة من أفكار ورؤى وتحليلات ولا تغني عن الحضور ولكنها حاولت أن تلامس أهم ما جاء فيها وتنقل أجواءها العامة حتى يتمكن من لم تسنح له الفرصة لحضورها لبلورة فكرة بسيطة عما دار فيها من نقاشات وما تم تداوله من أفكار وأراء , ونأمل أن نكون قد وفقنا في هذا المسعى .

مقالات ذات علاقة

انطلاق صالون طبرق الثقافي

المشرف العام

جامعة طرابلس تمنح أعلام ليبيا شهادة الدكتوراه الفخرية

مهند سليمان

محاضرة للباحث التونسي عبد المجيد الجمل في ضيافة مركز المحفوظات بطرابلس

مهنّد سليمان

اترك تعليق