الطيوب
نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس ضمن موسمه الثقافي لعام 2021-2022م، مساء يوم الأربعاء 16 فبراير الجاري محاضرة بعنوان (المرأة الليبية…تعليميا صحيا اقتصاديا واجتماعيا خلال الفترة 1943-1951م) ألقتها الدكتورة “بدرية علي عبد الجليل” وأدارها الدكتور “علي الهازل” الذي افتتح المحاضرة بتقديم عرض لسيرة المُحاضِرة فهي متحصلة على ليسانس من كلية الآداب والعلوم بجامعة ناصر عام 1997م نالت درجة الماجستير من كلية الآداب والعلوم جامعة المرقب عام 2004م وعلى إجارة الدكتوراة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المغرب، ولديها أبحاث علمية منشورة في عدد من المجلات والدوريات الشهرية.
وقد استهلت الدكتورة بدرية بداية حديثها بالإشارة إلى أن معظم الدراسات التاريخية التي تناولت فترة الإدارة البريطانية في ليبيا ركزت على الجوانب السياسية والعسكرية وأهملت النمط الاجتماعي السائد وأثره على المجتمع المحلي، وأوضح أنها من خلال هذه الدراسة أرادت معرفة الدور الرئيس للمرأة الليبية خلال هذه الفترة وهل كفلت لها أجهزة الدولة الحق في التعليم وهل كان للعرف الاجتماعي دور في جمود المرأة وحجرها في زاوية محددة ؟ وهل استطاعت المرأة التغيير من واقعها الاقتصادي والاجتماعي والصحي وفق الإصلاحات التي منحت لها من قبل الإدارة البريطانية أم كان الأمر عكس ذلك؟ وتابعت مستطردا في التساؤل وهل كان للمرأة الحق في الحصول على الميراث وامتلاك العقارات ؟
وركزت الدكتورة بدرية في بحثها على تقسيم الدراسة إلى خمس مباحث، أولها آثار الإدارة البريطانية على المرأة الليبية تعليميا خلال الفترة من 1943 وحتى عام 1951م، وثانيها آثار الإدارة البريطانية على المرأة الليبية فضلا عن العوامل والآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك المشاكل التي واجهت المرأة الليبية وعدم الاستفادة من برنامج الإصلاح.
وأضافت الدكتورة بدرية بأنها استطاعت التوصل في ضوء هذه الدراسة إلى خلاصة مؤادها إن وضع المرأة الليبية إبّان عهد الإدارة البريطانية امتاز ببعض المزايا وأيضا ببعض العيوب فالمرأة استفادت من الإصلاحات التي منحت لها في قطاع التعليم والصحة ومكانتها الاقتصادية والاجتماعية ولكن حسب تصور الدكتورة بدرية ترى بأن هذه الاستفادة كانت مقتصرة على البعض دون الكل والسبب في ذلك يرجع إلى العادات والتقاليد التي مورست على الفتيات أوان ذاك الزمن بالإضافة لقلة الإمكانيات والموارد الطبية والمستشفيات التي حتى وإن وجدت فهي ضئيلة جدا، وأردفت أن تفشي ظاهرة الأمية ساهم بصورة كبيرة في عدم إيصال المعلومة للمعنيين بشكل مباشر.
كما لفتت أن من الأمور السلبية التي أثرت على الوضع الاجتماعي للمرأة هو غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج التي جعلت الشاب الليبي غير قادر على تحمل عبء تلك التكاليف ما دفع بالكثيرين منهم للزواج بغير الليبيات ناهيك عن الازدواجية في حقها بالميراث فبينما تمكنت المرأة من الحصول على حقها ظلت المرأة في مجتمع الريف واقعة تحت وطأة الظلم والإلغاء، وتختتم الدكتورة بدرية دراستها بالتأكيد على أن المرأة الليبية تمكنت من الحصول على قدر بسيط من حقها ومع ذلك استطاعت أن تثبت جدارتها فأصبحت الأم والممرضة والمدرِّسة وهنالك نماذج نسائية أصبحن رائدات في عالم الصحافة ويحملن رصيدا كبيرا وتاريخا لا يمكن الإغفال عنه.