فاز المغني الأسطوري الاميركي “بوب ديلان” أمس الخميس، بجائزة نوبل للآداب التي تمنح للمرة الاولى الى مؤلف أغاني، ما أثار ذهول الحضور.
وقالت الاكاديمية السويدية في حيثيات قرارها أن “بوب ديلان”، 75 عاماً، كوفئ: لأنه ابتكر تعابير شاعرية جديدة داخل التقليد الغنائي الاميركي العظيم.
وقد شكل الاعلان عن فوز “ديلان” مفاجأة للحضور في قاعة البورصة العريقة في ستوكهولم التي علا التصفيق فيها. وسبق ان ورد اسم مغني الفولك الاميركي بين المرشحين في السنوات الماضية لكنه لم يعتبر يوما مرشحا جديا للفوز.
وعلى ذات المستوى، تفاعل الوسط الثقافي والأدبي العربي، الذي استغرب من ذهاب نوبل 2016، لشاعر يكتب الأغاني، كما علق البعض، خاصة وإن قائمة التكهنات قدمت العديد من الأسماء في الرواية والشعر. هذا الإعلان، دعا البعض إلى التساؤل: هل كتابة الأغاني شعر؟، وهل يمكن أن نعتبر شعر العامية أدباً؟ قياساً على الأدب العربي.
ولعل تصريح الشاعر اللبناني “محمد علي شمس الدين” عقب فوز “ديلان” يحمل الكثير ويلخص الكثير، فقد نشر على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: (نوبل الآداب للعام الراهن 2016 تذهب إلى ألن غنسبرغ. اقصد بوب ديلان أعلن عن أن الادب في خطر وانحلاله في فنون أخرى).
أما من أطرف ما قرأت، فهو تعليق الروائية المصرية “منصورة عزالدين” عبر حسابها على الفيسبوك: (رأيي إن فيليب روث وأدونيس وموراكامي يكوِّنوا (بويز باند) وربنا كبير، يمكن تضرب معاهم / بويز باند: تعني بالإنجليزية: مجموعة غنائية (من مغنين شبان).م.و.).
أما الشاعر الشاب “أنيس فوزي” فكتب: (… الغريب أن كثير من الصحافيين والمهتمين العرب، الذين قرأت لهم هذه الأثناء استنكارهم للحدث، لا يتكلمون عن الفائزين بجوائز البوكر والكتارا وكثير من الأعمال التافهة الفائزة في الجوائز التي ترعاها دول هي ضد الحداثة والابداع والأدب والجرأة، خصوصا مؤخرًا، والأعمال العظيمة التي لا تترشّح، ولا تلقى اهتمامًا بسيطًا حتى. الكثير منهم يقيّم الفائزين والمرشحين عبر مواقفهم السياسية وليس عبر إنتاجهم الأدبي).
وأوضحت الامينة العامة للأكاديمية “سارا دانيوس” للتلفزيون السويدي العام “اف في تي”: (بوب ديلان يكتب شعرا للاذن)، مؤكدة أن أعضاء الاكاديمية عبروا عن (تماسك كبير) في اطار هذا الخيار.
وكتبت الاكاديمية في نبذتها عن الفنان الاميركي أن (ديلان يعتبر ايقونة. تأثيره على الموسيقى العصرية عميق جداً).
وتضاف هذه الجائزة الى مكافآت كثيرة نالها المغني الذي قطع شوطا طويلا منذ بدايته المتواضعة في دولوث في ولاية مينيسوتا حيث ولد في العام 1941. وقد تعلم “روبرت آلن زيمرمان” وهذا اسمه الاصلي، بمفرده العزف على الهرمونيكا والغيتار والبيانو. وقد اعجب كثيرا بموسيقى مغني الفولك “وودي غوثري” واتخذ اسم “بوب ديلان” تيمناً على ما يبدو بالشاعر الويلزي “ديلان توماس” وبدأ يغني في النوادي الليلية المحلية. وبعدما أوقف دراسته الجامعية، انتقل الى نيويورك في العام 1960.
وقد تضمن البومه الاول أغنيتين اصليتين فقط الا أن ألبومه (ذي فريويلين بوب ديلان)، الذي حقق له شهرة تضمن اعمالا من تأليفه فقط ومن بينها اغنيته الشهيرة (بلوينغ إن ذي ويند). وقد سجل عددا مذهلا من الاعمال بلغ 300 اغنية في السنوات الثلاث الاولى من مسيرته.
وتترافق جائزة نوبل للآداب مع مكافأة مالية قدرها ثمانية ملايين كورونة سويدية (906 الاف دولار)، ويتسلم الفائزون بجوائز نوبل مكافأتهم في مراسم رسمية تقام في ستوكهولم في الـ10 من ديسمبر في ذكرى وفاة الفرد نوبل الذي استحدثها.
وتقام مراسم منفصلة في اوسلو للفائز بجائزة نوبل للسلام في اليوم نفسه اذ ان لجنة نوبل النروجية هي التي تمنح هذه الجائزة. وقد فاز هذه السنة بنوبل السلام الرئيس الكولومبي “خوان مانويل سانتوس”.