… جارتنا تنشر فرشتها المزخرفة.
تتأمّلها أمّي.. تكزّ على أسنانها.. تدخل.. تُسقط فرشتها المطوية فوق الدولاب.. تُسقطها بالمكنسة بعد عدّة محاولات وشتائم طالت حتى المكنسة.. ثُم تنشرها فوق الجدار.. تثبّتها بالكرسي.
جارتنا تنشر فستانها الأحمر المشجّر.
تفتح أمّي دولابها.. تستعرض سريعاً كل فساتينها.. تلتقط الأبيض المزخرف بأوراق القيقب.. تنشره جاعلةً تكرمشات أسفل الفستان من جهتنا.
جارتنا تنشر ثلاثة وجوه وسائد مشغولة الأطراف بأهداب ذهبية.
أمّي تُعرّي أربع وسائد.. تنتزع وجوهها الملونة.. تُسقط أحد الوجوه الباهتة.. تنشر باقي الوجوه إلى جانب الفستان.
أمّي تقف مترقّبةً الخطوة التالية لجارتنا.
أتأمل الغسيل.. أسألها:
ـــ أمّي.. لماذا لا يقطر غسيلنا مثل غسيل جارتنا..؟!
***
(2016)