نمر سعدي/ فلسطين
أُشفق على شاعر حقيقي أُبعد في اللحظات الأخيرة عن صحن جائزة (ملهاة أمير الشعراء).. بعدَ أن حوَّلوه لمهرج شعري لشهور.. طول الوقت أؤمن أن الجائزة الأدبية حينما تأتي فانها تأتي على حين غفلة وبصورة مفاجأة كمطر الربيع.. كاتصال هاتفي وأنت تقف على شارة مرور مترددا في الرد خوفا من مخالفة مرور أو وأنت تتسوَّق في السوبرماركت أو وأنت في قيلولة ما بعد الظهر.. أو كرسالة على هاتفك في الصباح الباكر.. من دون أن تسعى إليها سعياً لا يليقُ بشاعر.. تأتي بعد إجماع من طاقم يضم أكاديميين مختصين وشعراء ونقاد كبار ومتمرسين.. وعلى منجز شعري ضخم ودواوين ربما تجاوزت العشرة أو العشرين أو أكثر.. ولكن أن تأتي بهذه الطريقة البائسة(طريقة التصويت) وبعد أن يجعلوا منك ببغاء شعر تقلد هذه القصيدة أو تلك بتقليدية تامة موغلة في اللا شعر فأنه شيء يدعو للحسرة.. المشكلة في الشعراء الذين ما زالوا يؤمنون أنهم شعراء هذا الجيل وبهذه الجائزة بعدما أقصتهم وضحكت عليهم ونادرا ما كانت كريمة معهم ومنحتهم المكان الخامس أو السادس في الجائزة.
********
شكرا لميشال زيفاغو.. ذلك الكاتب الفرنسي الذي قاد روحي الطفلة الى العالم المسحور.. لا أدري الآن كيف اهتديت لروايته..(الفارس الخالد) التي فعلت فعلها في النهاية.. شكرا للأمل وللقصيدة.
********
يلتقي شاعران في نقطة ما.. شاعر كذا وشاعر كذا..شاعر حقيقي وشاعر فاشل الى نهاية الكلام الذي نسيته.. هذا لا يعني أنني أعني أحدا بل أبني كلامي على المجهول.. كما تقول رواية ما: اختصم رجلان في الجاهلية.. أو شركاء في السوق.. هل تذكر لنا الرواية أسماء الذين اختصموا؟ فلماذا تريدون أن تُذكر أسماء؟ وما سر ولعنا نحن العرب بالأسماء.. ألم نشبع من الفتنة بعد؟ ومتى نتخلص من سوء الفهم الذي يشخصن الكلام دائما..؟
********
الصديق الذي ينكركَ على أرض الواقع أو يتظاهرُ بأنه يجهلكَ تماما بعد ثلاث سنين صداقة في العالم الافتراضي.. هو في نظري أسوأ نكرانا من يهوذا الاسخريوطي.. ولا لزوم له. حقيقةً هناك بشرٌ وجودهم مثل غيابهم عدم. ذكروني بفكرة تقول أن الفيسبوك من زاوية أخرى حراثةٌ في بحر أو صراخٌ في صحراء خالية.
********
هناك من يسألني متى يبكي الرجل ومتى تبكي المرأة..؟ هل تصدقون؟ ما هذا الترف الشعوري؟
********
فكرة احالة ما أكتب عليَّ شخصيا من أكثر الأفكار المزعجة والمقيتة التي من الممكن أن يصطدمَ بها الشاعر في حياتهِ.
********
رنينُ المعول الحجري يزحفُ نحوَ أطرافي
هذا البيت الشعري قاله السياب قبل ما يربو على نصف قرن.. هل كان يرى بعين قلبهِ أن ثمة برابرة متخفين لا يزالون في نطفة الغيب ستسيطر عليهم يوما ما شهوةُ التكسير والتدمير بمعاول حجرية.. فينسلون من كهوفهم المظلمة ويمعنوا في هدم احدى أعظم الحضارات القديمة.. حضارة ما بين النهرين.. هذه حرب ضروس لا تنتهي بين الأمل العبقري وحبِّ الحياة والعمل والفن لدى الشعوب القديمة ومنها الأشوريون والكلدانيون وبين اليأس واللاجدوى من الحياة وشهوةِ تدمير كل شيء جميل على هذه الأرض لدى هؤلاء البرابرة الجدد.
********
شغفي ببعضِ قصائدي بحجم قبضة القلب المفتوحةِ على المطلق..
الانسانُ هو قيمة تضحيته في سبيل ما يؤمنُ ويحلمُ به.
********
أفكر في هؤلاء الحياديين أو (الأرقام الإضافية) والهامشيين الذين لا تربطني بهم أي صلة أو رابط روحي أو قبس محبة أو تواصل إنساني منذ فتحت حسابي على الفيسبوك.. طالما لم يكرَّسوا هذه الفسحة الزرقاء إلا للغربة وللمسافات الرملية الشاسعة التي تترامى بيننا ما يقارب الثلاث سنوات والتي حاولت جاهدا وحالما أن أبددها.. ربما هناك بعض الأنانية أو النرجسية فيما أقول أو في نفوس من أقصدهم ولكن بما أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف.. وبما أنني باحث أبدي عن كل شيء.. ولا أريد أن أجرح أحداً بحذفي له كما يفعل الكثيرون.. أتساءل لماذا يستمرُ بصداقتي من أشكِّلُ عبئاً ثقيلاً عليه؟ أو بعبارة أدق لا يشدُّهُ ولو خيطٌ واحدٌ دقيقٌ من الإهتمام.
********
رغم مغالاة الشاعر أدونيس فيما يتعلَّق بالدين إلا أن في بعض أقواله الكثير من الحقيقة.. فليست داعش على حد تعبيرهِ إلا تنويعاً جديداً لتاريخٍ دمويٍّ ابتدأه الخوارج والزنادقة والملاحدة ومن فسرَّوا الدين على هواهم وفصَّلوه على مقاساتهم..مشيراً إلى أن غبار حروب العرب ضدَّ بعضهم البعض لم يهدأ أبداً.
********
داعش هي الكابوس الأسود الذي تمخضَّ عنه الربيع العربي القارس بدلَ حلم المدينة الفاضلة.
********