إِنْ كَانْ مَتِتْ خَطَّرْ فاطمَةْ في سِرَّكْ ( 2 )
موازنةٌ بينَ شعرِ الفصحى والعامَّيةِّ الليبيَّةِ
… وَقَدِ التقطَ الشَّاعِرُ عثمانُ السَّنوسي الرَّفادي بيت بوجلاوي ونسجَ على مِنْوَالِ فِكْرَتِهِ الذَّكِيَّةِ قَصِيدَةً جَيِّدَةَ البناءِ والمعاني والمضامينِ، لكنَّ القَصِيدَةَ – بالرُّغْمِ من جمالِهَا – إِلاَّ أنها بَدَتْ كَأَنَّهَا شَرْحٌ مُسْهِبٌ لِبَيْتِ بوجلاوي، أوَ إِعَادَةُ إِنْتَاجٍ لَهُ، مَعَ كثيرٍ منَ الإِطْنَابِ وَالشَّرْحِ الْمُسْهِبِ؛ ذَلِكَ لأنَّهَا بُنِيَتْ على بيتِ الشَّاعِرِ إبراهيمَ بوجلاوي، وَيَظْهَرُ فيها إِعْجَابُ الشَّاعِرِ بالْبَيْتِ، وَتَأَثُّرُهُ الشَّدِيدُ بِهِ، يَقُولُ الشَّاعِرُ عثمان السنوسي الرَّفادي:
جيب سريبه ** مول الشَّفَاه معورجة بْكتيبه
وْبَهِّتْ لقبرِي وين ما تدوي بَهْ * تْشوف الوطا فوقي وهي تِشَرَّكْ
نْنوض بِاللَّحُود اللِّي عَلَيّْ صَليبه *يزَّاحَى الحيط اللِّي علي مبرِّكْ
من ضيم فاهق في الحياة نشكيبه * لحقني ونا تحت اللَّحُود مْترَّكْ
كي هذي ما ظنِّي هْنَاك مْصيبة * حَتَّى ونا مدفون فيّ يْحرِّكْ
قولها مخفيَّة ** واطري غلا لريل كحيل اصبيَّه
وْبَهِّت لقبري كي اذكر طاريَّه * يْشَّقِّق ونا بين اللَّحود مْهرِّكْ
وَنْهِمّ وين ما يطروا عزيز عَلَيَّهْ * لا تْقول مَيِّتْ لا القبر يْغِرَّكْ
ما زلت نِسَّابَهْ امْعَ طَارِيَّه * تعلام وين يَطْرُوها الرُّوح يْشَرِّكْ