رواية (غياهب الحي المقابل) للكاتب حسن أبوقباعة المجبري
سرد

رواية غياهب الحي المقبل – الفصل السادس

 

الشيخ عمران

*** تطورت علاقات (ادهم) الاجتماعية وأصبح محاطا بمجموعة من الأصدقاء الجيدين والذين لديهم وظائف هامة في تلك البقعة.

واخذ يستعد للكشف عن غموض تلك الجريمة بإيحاء من قرينة الشبح ولإظهار حقيقة اختفاء (الشيخ عمران )- منذ عدة سنوات واعتباره ميتا ذلك لأنه كان كبيرا في السن في ذلك الوقت كانت الحقيقة قاسية جدا ولا يعرفها احد سوى -) الشيخ عمران ) القتيل وأبنائه (شداد .. كامل .. نادر .. شاكر .. إدريس ..) القتلة.

ولكن…!

كيف يقنع الكل بان لغز الاختفاء ما هو إلا جريمة شنيعة قام بها الأولاد منذ سنوات ، وذلك للحصول على التركة والتي لم يعثروا عليها حين ذلك وادعاؤهم باختفاء والدهم فجأة.

وما سر تلك القطرات الدموية التي لا حظها المحققون عند الاختفاء.؟ ولانهم عجزوا عن العثور على الجثة سجلت القضية على أنها اختفاء (للشيخ عمران).

وطويت القضية تحت الرقم (2222) في سجلات الامن.

كان (حازم) محاميا ناشئا طموحا راغبا في الحصول على مبلغ مالي كبير ليفتتح به مكتب محاماة يشتهر في البلاد .. وأن يكسب به أشهر القضايا ويصبح من المع المحامين في البلاد.

كان هذا هو طموح (حازم) .. صديق (ادهم) وقد كانا صديقين حميمين إلى ابعد مدى.

كان (ادهم) يمهد لليوم الموعود والذي سوف يقوم فية بالكشف عن مكان الجثة بأخذ (حازم) إلى أماكن أخرى بعيدا عن المكان الصحيح وذلك تحت ذريعة القيام بنزهة بعيدا عن متاعب المذاكرة والامتحانات وكذلك كان (حازم) يتظاهر بالموافقة التلقائية حتى يضمن مجيء (ادهم) إلى المكان الذي خُبئت فيه المسروقات منذ عدة سنوات , كان كل ذلك بإيعاز من الأشباح الأقران…

… وبعد عدة أيام حانت اللحظة الأخيرة لقد قرر (ادهم) أخيرا اصطحاب (حازم) إلى ذلك المكان الذي توارت فيه الجثة .. جثة (الشيخ عمران) والتي مازالت مدفونة تحت ذلك التل الذي لم يجرؤ احد على الاقتراب منة ساعة البحث عن الجثة المفقودة…

… وذلك بدفن الجثة بشكل جيد .. ووضع جثة بقرة فوق الجثة الآدمية لإخفاء الرائحة وخوفا من تسرب رائحة القتيل بطريقة أو بأخرى .. ووضع جثة بقرة أخرى بعد فقدان جثة البقرة الأولى لرائحتها بفعل الزمن.. وذلك حتى لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها نتيجة عفونتها إلى أن نُسيت القضية بعد عدة سنوات.

..فوجئ (حازم) بكثرة عظام وهياكل الأبقار في ذلك المكان ونتيجة لولعه العلمي الشديد قرر أن يجمع هذه الهياكل ويعيد ترتيب وبناء عظامها من جديد عظمة عظمة , وهذا ما تم بالفعل

..أخذا يترددان على نفس المكان ويجمعان العظام.

وفي بيت المحامي (حازم) يتم إعادة ترتيب هياكل العظام, لكل جثة هيكل عظمي خاص بها ولون مميز يميزها عن غيرها.

.. وهكذا إلى أن جاءت اللحظة التي تساءل فيها (حازم) مستغربا:

“ألا تشعر بغرابة هذا المكان .. ظني انه كان ساحة شهدت معركة للاستقلال عن مغتصب أثيم لهذا التل سقط على أثرها مجموعة كبيرة من الضحايا.

الا تشبه هذه الأبقار جيشا من المقاتلين الذين استبسلوا بضراوة للدفاع عن هذه البقعة حتى نالوا شرف الموت.”

– رد (ادهم):

” نعم ياصديقي (حازم) هذا صحيح ولكن الاترى اختلاف حالة الهياكل واختلاف النوع الواضح هذا يجعلك تستبعد هلاك هذه الأبقار عن طريق الوباء فى ان واحد.”

قال (ادهم) .. هذه الكلمات حتى لا يذهب تفكير حازم في هذا الاتجاه.

– قال (حازم):

نعم لقد فاتني أن الاحظ ذلك ولكن مازلت لا افهم سبب إصرار الناس على رمي جثث الأبقار في هذا المكان.

– وأضاف:

إذا ما السبب الحقيقي وراء كل ذلك؟.

– رد (ادهم) مازحا ومتهربا من الحقيقة:

ألا ترى أن هذا المكان قديم جدا وهذه الجثث قديمة جدا فماذا لو أن الناس منذ قديم الزمان اعتمدوا هذا المكان كمقبرة للحيوانات ألا ترى في هذا المكان وهذا الشى إثارة للفضول؟

ويستحثنا على جلب المعول والفأس والتنقيب لعلنا نجد شيئا اثريا ثمينا تحت رمال هذا التل

الا ترى انه أمر يدعو للمغامرة!؟

– رد (حازم):

نعم سوف نأتي بعد أيام ونجلب الأدوات اللازمة للحفر ونخيم في المكان ونبدأ بالتنقيب عن الكنز   الثمين.

حانت ساعة الصفر وبدا العد التنازلي للكشف عن الجريمة بالنسبة (لأدهم) وشبح (الشيخ عمران) القرين ودقت ساعة الصفر وبدا العد التنازلي لاستخراج المسروقات بالنسبة (حازم) والشبح (2222).

كل منهما كان يسعى لتحقيق هدفه بطريقة يوحى بها للأخر أن الأمر كان مجرد صدفة .

لقد كان ولحسن حظ (حازم) نفس المكان الذي دفنت به المسروقات منذ عدة سنوات.

عدة أمتار فقط بداخل الأرض ويستخرج الكنز الذي سوف يفتح له المكتب الخاص بالمحاماة في

إحدى ضواحي المدينة .

…بدءوا بالحفر..

حفرة صغيرة صارت اكبر فاكبر تدريجيا وبينما هما منهمكان في الحفر اصطدم المعول بشيء   صلب صاح (ادهم):

“ماهذا..؟!!

وتسابقا في إزالة ماتبقى من طين.

” أوه.. ماهذا يا (ادهم) ما هذا الشيء الذي يشبه الجمـ…!!

أنها بالفعل جمجمة.. يا ألهي … “وامتزج الشعور واختلف فيما بينهما ..شعور بالألم والأسى مصحوبا بالغثيان ظهر واضحا في تقاسيم وجه (ادهم) و (الشيخ عمران) عند رويته الجثة الدفينة.

وشعور بالفرح والانتصار حين لمح (حازم) جزءا من صندوق المسروقات دون ان يتنبه له صديقه (ادهم).

رجع الاثنان إلى ذلك الحي وكل في ذهنه هدف يسعى إلى تحقيقه.

(ادهم) أيقن أن وقت الانتقام بظهور الحقيقة قد أزف عن طريق صديقه المحامي اللامع (حازم)

و(حازم) أيقن أن وقت بروزه في ساحة المحاماة قد حان .. لأنه امتلك في يده قضية هامة .. وأيضا الأموال التي ستمكنه من فتح مكتبه الخاص..

                                             ***

يتبع

مقالات ذات علاقة

مـجــدداً

مفتاح العلواني

أرز مـبـوّخ

محمد الأصفر

رواية الحـرز (15)

أبو إسحاق الغدامسي

اترك تعليق