أنا الواهمُ في الحبِ والكرهِ
أنا الواهمُ في الصباحِ وحين المساءِ
أنا الواهمُ .. يا بلادي
دُليني على الشاطئ الجميل
أو قدميني للموج الهائج
ريثما أرتوي في مد بصري
أنفض رمال الوحدةِ عن جسدي
وأغمضُ صدى كفيّ ..
أشتاقُ من لا شيء …
أكرهُ كل شيء …
أعد السفر إلى غابة الضباب
وفي الطريق أستلطفُ بُقعة سراب
أدنو بوجهي .. أشاهد امرأة في زمنٍ ما
حينما أبتسم …
يتعلق قلمي على صدر الماضي ..
عند محطات الخجل ..
عند ذكريات الطفولة الغبية ..
تنصبُ كالزيت الساخن على جسدي ..
تولد الأكاذيب .. وتدفنُ الحقائق
وأنسى أنني أنا الواهمُ
أنا الواهمُ في معتقدات الناس
أنا الواهمُ في الصدقِ والكذبِ
لعلني الغريبُ يا حياتي ..
لعلني الضائعُ الذي يبحثُ في الفراغ
لعلني الطفلُ الذي بكى حِكماً ومواعظ
لعلني أراهُ الزمن ..يحبوا في دوامةِ دمي
أتُراهُ يلعبُ بالنارِ ..
أتُراهُ يداعبُ اللهب ..
أتُراهُ الصقيعُ يحركُ جمود الأصابع
حدق دون النظر في وجه الظلام
كفاك تقليب الحطب ..
كفاك همساً في أٌذنِ الدخان
كفاك همزاً ولمزاً
اشرب كأس الأشقياء ..
وأكرم الخونة .. بقطرةِ ندم
وارّقُد على فراش المجانين
وضاجع الفكرة .. لكن بشرط
حينما أتداركُ تجاعيد الطريق
وأتسلق على خدود المشقة
أحرقُ أجفان الخريف
أسمع عن الخبر …
أحتار .. أتعجب !
ثمة مُخبر يلاحقني في أمسية ( شعرية )
لا يدري الأجير .. من أنا ؟
دُونّ الخطأ وترك خلفهُ
خاطرة ، قصة ، وشِعر.
يكفي أنا .. يكفي أنا
من أنا ؟
أنا الواهمُ .. أنا الواهمُ .