المقالة

رطانات مُدمرة ولهجات مُفرقة !!

 

بدأنا شيئا فشيئا نحس بأننا نُفرغ من مخزوننا اللغوي ونُقتلع من جذورنا علي مسمع ومرأى من علماء اللغة ومجمعها العتيد، نقف مطولا أمام كل كلمة نقرؤها أو نكتبها نخمن الصواب والخطأ فيها ، لقد بدأت فضائياتنا المبجلة تؤتي ثمارها المسمومة بلهجات متعددة تجسد حوار الطرشان ورطانات مدمرة تفتت جسد اللغة الأم ، وتدك حصنها الشامخ بشراسة الحاقد المغرض ، وبدأت دور النشر تتحفنا بمنشورات تشوهها الأخطاء بدون أن يكلف أصحاب هذه الدور أنفسهم في تكليف مصحح خبير لينقيها من أخطائها ، والمدرس الذي يعبث بالحرف والكلمة ويشوه معالم نطقهما بدون أن يبذل أي مجهود للتصحيح ، والمغتربون الذين يرقصون فخرا وتيها وحبورا لأنهم وأولادهم لا يجيدون العربية ولكنهم يتكلمون اللغات الأجنبية بطلاقة أهلها ، وهؤلاء الذين مزجوا اللغة العربية بالأجنبية فشوهوا معالمها الجميلة ودكوا حصونها الآمنة ولوثوا بحورها الرائعة بحجة كاذبة وهي التطوير الثقافي والعلمي والاجتماعي ، وهو مفهوم مردود على أصحابه لأنه مفهوم أورده المحتل لتشويه لغات الشعوب ومسخ هويتها وتأكيد تبعيتها وولائها له ، ورغم أن اللغويين والأدباء والشعراء العرب وفي مقدمتهم الجماهيرية قد فطنوا ووعوا هذه الحقيقة وسعوا حثيثا بكل جهودهم للتصويب والتصحيح وإعادة عافية اللغة العربية وتوهجها وأصالتها ، وربطوا بين إبداعاتهم وبين دفع الجماهير إلى الانفلات من كماشة فقدان الهوية ومستنقع التبعية والاستلاب ، ولكن في المقابل هناك فئة إقليمية قبعت عند حدود التبعية في كل وسائل تعبيرها المقروءة والمرئية الوجه الحضاري لهويتنا العربية التي نحر فيها حسناوات العرب والدخلاء اللغة العربية ومثلوا بمفرداتها أبشع تمثيل جارين وراءهم أجيالا من الشباب لهاوية المسخ وفقدان الهوية ( كُرْمَى ) للفظة « مِرْسِي « الناعمة « وبنسوار عليكم « و « ثانك يو « وغيرها من الرطانات الممجوجة المدمرة للغة العربية ، إضافة إلي اللهجات العامية التي شاركت في تهميش اللغة العربية وتمزيقها وطمس معانيها ، ولا أقول هذا الكلام من باب التعصب كما سبق وقيل لي ، ولكنني أقوله من باب الحرص على سلامة لغتنا العربية من التشويه والتهميش والاندثار كما اندثرت قيم كثيرة حولتنا باندثارها من مواقعنا الأصيلة لنصبح فروعا بعد أن كنا جذورا لم تنبت شجرة الحضارة الإنسانية ولم تعش إلا بنا ، لنتعلم كل اللغات ففي كل علم استفادة شرط ألا تطمس لغتنا الأصيلة وهويتنا . دمتم ، ودام عز العرب والإسلام بمقام وعز لغتكم الأصيلة وجذوركم الثابتة

05.08.2010

مقالات ذات علاقة

كلام غير مسؤول وغير جاد ..السيميائية.. وانهيار عصر الأيديولوجيات الكبرى

محمد المالكي

الغموض ومحاذير التلقي

عبداللطيف البشكار

صراع واقعي داخل فضاء افتراضي

عمر أبوالقاسم الككلي

اترك تعليق