أيوب الجندلي
في هذا العالم الواسع، حيث يتبع الناس مسارات محددة ويدورون في فلكٍ واحد، أشعر وكأنني كائنٌ غريبٌ ينفصل عن الجماعة.
كل يوم، أشهد كيف يتماشى الجميع مع قواعد اللعبة ذاتها، كيف يتفقون على نسق واحد، وينسجمون في النمط ذاته. ولكنني، بكل تأكيد، لست واحداً منكم.
أجد في نفسي تبايناً يتجاوز ما يراه الآخرون ، لا أستطيع أن أتقيد بالمظاهر، أو ألتزم بقوالب جاهزة تفرضها التقاليد والأعراف.
أنا أبحث عن معنى مختلف، عن حقيقة تنبض بالحياة بعيداً عن الأطر التي رسمت للآخرين ، بينما يتبع الجميع ذات الاتجاه، أجدني أميل إلى التفرّد والتجديد، إلى رؤية الأمور من زوايا لم يسبق أن تُطل عليها أعينكم.
من الصعب أحياناً أن أفسر لكم لماذا أبدو مختلفاً ، لست في صراع معكم، ولكنني في صراع مع النظام الذي تروجون له.
أرفض أن أكون جزءاً من الحشود المتشابهة، لأنني أعلم أنني أمتلك رؤيةً خاصةً تجذبني بعيداً عن الطريق المعتاد.
لا يعني ذلك أنني معارض، بل أنا مزيجٌ من الفضول والتجربة التي تجعلني أرى ما قد يفوت الآخرين ربما .
ورغم أن هذا الاختلاف قد يجعلكم تشعرون بالاستغراب، فإنني أحتفظ بهذا التمايز كهدية ، فكل لحظة أعيشها، وكل فكرة أتبناها ، تجعلني أكتشف المزيد عن ذاتي وعن العالم من حولي.
أنا لست واحداً منكم، لكنني لا أعتبر هذا عيباً ، بل هو جزءٌ من جمال تميزّي وقدرتي على رؤية ما وراء الأفق الذي اعتاد عليه الكثيرون ، رغم أنني قد لا أصل ابداً أو أصل متأخراً جدا .