مهجة الأصفر
يا أفكار السيد ك
إلي أي درب قدتني.
قاضي ظالم..
حبال في عنقه…
السيدة برستنر
نحيفة .. دقيقة الملامح..
شعر متدليِ..
عينان خضراوان …
شمعة منطفئة كحلم خائب
حارس ساذجً..
كرسي مهترٍ كبنطال الرسام تيتورللي..
الكل دفع ثمن كلامه ..
إفلاطون..
أرسطو..
سقراط ..
كافكا..
أبيقور..
بولس الطرسوسي..
رينيه ديكارت..
زينو الرواقي..
كتب تحمل مصيرك..
السيد كي يحمل نعشه علي كفيه..
مصير حياته أصبح..
في أياديِ لئيمة..
عانا..
أمل..
صبر ..
تحدي..
قاوم بلا جدوى..
جروباخ واقفة قلقة..
خائفة..
تراقب النافذة..
يلوذ بالصمت..
لقد خارت قواه..
ولم يعد قادرا علي الفرارِ..
ساق عرجاء..
تتأهب
تنتظر
أن تركض بشكل لا يعيق..
لوهلة يفكر في ليني..
الممرضة ذات الشعر الأشعث..
جاسوسة..
تقترب من ك لتعرف فحوى قضيته..
بأسرعِ وقت..
عاطفة ك تضره..
يري ليس بالعين ..
بل يري بالقلب..
والقلب أعمى
شعر أشعث ..
مريلة بيضاء..
عينان سوداون كصحراء رملها كحل
قاتمة اللون فاقدة الأملِ..
يدان متجمدتان..
مذكرة يدرس فيها .. كل خطوة بهدوء ..
مذكرة تقرر مصيره..
قس أشيب الشعر.
كاتدرائية
مبني ضخم
تمثال يجسد الملائكة..
حسب مخيلة ميكائيل فروبيل1904..
مكسورة قدماها..
لم يتبق ..
غير رأس..
يبذرون المال..
رغم الفقرٍ..
اختلاس فرصة للهرب..
لم يعد متاحا غير العويلِ..
ظلام نشر قطرانه في الأرجاءِ..
يتسكع مضطربا في الشوارعِ ..
عائدا متفقدا
غرفة برنستر..
خالية من العمقِ..
هامسٍ بصوت مخشخش..
يكاد الفأر يسمعهُ..
حيوية تجري في وريده..
ترحيل القضية ربما يكون خطيرا ..
ولكنهُ أفضل من التحكم و التهكم ..
و العارِ..
مخنوقاُ..
بإحكام..
تسيل منه قطرات البراءة..
يعدو إلي حيث يكون للمرءِ حقا في التنفسِ.
وليس إلى مكان يكون فيه غارقا في الماء ..
القس يربّت علي كتفيهِ..
الممرضة تلحُ بلا نهاية تريد معرفة المزيد.
لا تكف عن الأسئلة
هل لديك رفيقة؟”
لا ..
ماسكا معصمها..
تزفر من شدهِ الألمِ..
ينحني إلي البساط..
يتفحصُ أجزاءها ..
بعناية..
يتكلم المحامي..
شنب أحمر ..
شعر أشيب ..
يسعل..
يشعر بالبردِ..
بالقلقِ..
بشغف..
للتعرف علي قضية ك..
يمسح جبينهُ..
من العرق
نائب المدير عرقل ك
جعل آماله تتحول إلي خبز محترق..
مسائل قانونية دمرت..
دمرت البشر..
تاجر حبوب يعيش الفقرِ..
شنب كث..
أشيب اللون ..
خمس سنواتِ يدافع بلا كلل ..
علم القانونٍ ..
مسائل قضائية..
لا تستدعي للفهم ..
إفصاحُ عن المشاعر ..
جزعاً يخفي وجهه..
أمام الرجلِ..
قطب الرسام جبهته..
بريئا..
من الأبرياءِ ..
جائز أن يرحل إلي الريف ..
رفضَ فكرة الترحيلِ..
أراد حرية العدو ..
قضاة يهمهم فقط الرسم..
في أعلي المراتب..
فتاة لم تتقبل الأراءِ و أصرت علي الإزعاج..
ارجوك لا ترسم إنسانا بمثل هذه الدمامة..
القبح ليس في الشكل بل في القلوب..
عائم في الأفكارِ..
و يا ترى ماذا سيجري؟
صورة معلقه تجلب الشؤم ..
وجوه قبيحة كجريتشن اي هندرسون..
أنف حاد كأنف رافائيل..
يتعمق في الفكر .. يواسي كيانه..
بلوحاتً ..
جون كولير ذات نضارة دائرية..
أصلع من منتصف رأسهِ..
يعبسُ ينظرُ..
مأساة فنجوخ و ادفارد مونش..
تمثل تعثر في الطرق ..
درج ضيقُ كضيق صدري..
علي الأرجح ضاع سبيلي..
خالع سترة تحميهِ من البردِ..
وتقيه من الثلجِ..
مغمور بالحزن..
محكمة قد كلفته حياته..
صعاب في طريقه..
صبي خارت قواه..
عينانِ فاقدتا الأمل..
أبريق مهشم..
بنطال قد مزقه الوضع..
رجل حمراء اللون
متجمدة من البرد القارص..
حاجبانِ بنيتان رقيقتان..
كخطوط قلم رصاصٍ مبرأ..
أذن لا تسمع وعينانِ لا يريانِ ..
غير الخبث و الظلمِ..
و الحقدِ..
أنف معوج..
شفتانٍ..
صامتتان..
خدود مورده..
حقيبة مقطعة..
إناء خالٍ..
لا يوجد به حتى قضمة لجائع..
أطرافُ تجمدت..
إعياء صاحب الطفل..
يذكرني هذا بلوحة توماس بنيامين كيننجتون..
هل من مساعدة؟..
هل من مشفق؟
طفل باكٍ..
في غرفة لا يوجد بها غير شمعة..
وهل سيستغل فرصة ويخدع الحارسَ؟
ثم يدخل..
يودع الكرسي..
يودعه عند البابِ مبتسماٍ..
بينما في داخله بكاء كبير.
*نص من وحي رواية المحاكمة لفرانس كافكا