طيوب البراح

من وجهة نظر الذئب

الدكتورة شفاء الصيد

عن الشبكة

يعرف الجميع أن الذئب من الحيوانات الشرسة، وعادة يتم تمثيله بالصورة الوحشية المتمثلة بالشر وأنه سبب مشاكل الراعي وأنه الاغنام ضحية بين أنيابه، واعتمدنا على مر التاريخ على نظرية إسقاط الأحكام واتهمنا فصيلة الذئاب والحيوانات الشرسة بالظلم والغدر، وفي أوقات بالحيلة والمكر كما الثعلب، ومن هنا صنفنا هرم السلسلة الغذائية للحيوانات إلى (شرسة، شريرة) (ومسالمة، طيبة) وفي هذي المحكمة لم يتوقف أحد ويسأل الذئب ما الذي حدث فعلا؟

لما لم تخرج الحيوانات الشرسة في مظاهرة لتشكو من وحشيتها!!

لما لم تعلن التمرد! أو هل الشراسة وكونها المفترس أعطها حق البقاء حق الافتراس؟

هل اختارت طبيعتها الافتراسية؟ أم هل كونتها نتيجة الظروف البيئية؟

لم يتوقف أحد ويسأل الذئب؟

سألنا الذئب؛ متي؟

عندما توقفنا عن النظر بالتطرف المفرط للأغنام عندما تعاملنا مع الموقف بالعدل وأنه كلا الأغنام والذئاب ضحايا الحياة والتواجد.

كيف يمكن أن يكون الذئب ضحية؟

لم يختر إي منا شكله وصورة تواجده على هذا الكوكب بطريقة ما أخبرنا الذئب أنه وُلد ولم يعلم أنه ذئب وأنه مؤذي وغير محبوب وأنه عدو بغير سبب أو حجه؟ عندما بدأ الراعي بقتل أبيه وأمه وضربه بالحجارة لكونه ذئب صغير فقط.

ما الذي حدث فعلا؟

فلنخرج من المنطق التعاطفي ونتجرد من طبيعة الأحكام ولننظر بعين الذئب، أنت جائع وتنتظر ولدتك لتحضر الطعام. أنت فرحٌ فقط بتواجد أمك الذئبة برغم الدماء في أنيابها إلا أنها طبيعتها غريزتها وأنت رأيتها وشممتها وأطعمتك معها.

أنت لا تعرف حياة وطريقة وطبيعة غير هذي لم تعلم أن الفريسة لها أبعاد اجتماعية أخري لم تعلم شي فهي بالنسبة لك كما الأعشاب للأغنام لها حق طبيعي في أكل في مضغ وكذلك الذئب.

عندما أنتظر ساعتين وهو يتضور جوعا، لقد كان يحاول سد جوعه بطريقة يصارع ويحي بيها في الحياة القاسية ضحية للجوع وللبرد تخيل لو لم تحضر أنثي الذئب الآكل لصغارها؟؟ تلقائيا الآن مجددا أسقطت حكم لقد أخبرت نفسك أنها ستكون أما سيئة …أو أخبرت نفسك العكس مسكينة!! وأدخلتها في كونها ضحية.

كيف يختلف رأيك عندما تكون أنت منغمس في الحدث عندما تتعايش مع الموقف كيف أنه لكل شيء وجهين، ولكل قصة سرد فعندما سألنا الأغنام أو أعتذر لم نسألها كان صراخها عالي فاضح كانت خائفة مرتجفة لكن لحظه، لما لم نعاتب الغنم لضعفها؟

لما لم تقم الاغنام على مر العصور بتطوير نفسها وطرق لإنقاذ أبنائها؟!!

لما كان على الذئب والثعلب أن يكتشف المكر والخديعة والجري مع القطيع بينما وقفت الأغنام كالأصنام مستسلمة لعصور؟

لما لم تتأثر بقوانين داروين في التطور؟!!

هل كانت الأغنام تستسلم عنوة؟ هل كانت الأغنام تنتحر؟  هل كانت الأغنام فريسة أم هي التي خلقت المفترس؟

لم يتوقف أحد ويسأل الذئب!!!

مقالات ذات علاقة

يا صديقي

المشرف العام

لَم يكن ظلٌا

المشرف العام

المتمردون الثلاثة

المشرف العام

اترك تعليق