متابعات

مستقبل ليبيا بين خيارين في فيلم “خارطة غريق”

(قورينا الجديدة)-احتضن مسرح الطفل ببنغازي الأسبوع الماضي العرض الأول لفيلم “خارطة غريق” للمخرج الليبي خالد الشيخي.
وتدور أحداث الفيلم في معظمها داخل مدينة بنغازي، حيث يطرح الفيلم رؤية نقدية للأوضاع الراهنة في ليبيا في ظل فوضى انتشار السلاح والفساد وضعف مؤسسات الدولة وعدم قدرتها على معالجة الاشكاليات القائمة، كما تم من خلال مشاهد الفيلم تقديم رؤية واستقراء لما يمكن أن تتجه إليه البلاد في حال فشل جهود جمع السلاح المنتشر في البلاد وعدم قدرة الليبيين على التكاتف معاً لبناء دولة جديدة يكون عمادها الدستور والقانون، لكنه على النقيض من ذلك يختتم بنظرة تفاؤلية وذلك في رسالة واضحة بأن الحلم بغد أفضل سيتحقق مهما استمرت الأوضاع المأساوية.

عن المصدر
عن المصدر

الفيلم لاقى رضى واستحسان جمهور المتفرجين الذي تفاعل مع العديد من مشاهد الفيلم، وحضر العرض الأول القنصل التركي المعتمد بمدينة بنغازي وعدد من أعضاء المجلس المحلي بالمدينة وحشد من الاعلاميين والكتاب والأدباء والمهتمين بالحراك الفني في المدينة.
يذكر أن المخرج خالد الشيخي، يعتبر من أبرز المخرجين على الساحة الليبية وقدم العديد من الأعمال الفنية الهادفة التي حاول من خلالها إبراز هموم الشعب الليبي وطموحاته، ومن أبرز أعماله التي لاقت قبولا واسعا مسرحية ” كوشي يا كوشة ” و ” أبلة تعويضة “.

شخصيات الفيلم انحصرت في ثلاثة أشخاص فقط، وهم الفنان صالح العرفي، الذي جسد دور “صالح” العائد من السفر ليجد المدينة خالية من البشر، بسبب الأوضاع المؤلمة التي مرت بها، الشخصية الثانية جسدها عيد سعيد، ذلك يعيش وحيداً داخل المدينة، فيما جسد الشخصية الثالثة الفنان حمد الغرباوي، في دور الشبح عازف “الكمان”، والذي يظهر بين لحظة وأخرى.

يقول الفنان حمد الغرباوي، إن خارطة غريق يجسد الواقع الذي نعيشه من اغتيالات وقتل حتى أصبحنا وكأننا نعيش في غابة ولا تعرف من الذين يقتلون في بنغازي، هناك من لا يريد الجيش والشرطة بل وصل بهم الحال إلى حد تكفيرهم رغم أن ليبيا لا يوجد بها طوائف مختلفة حتى نتقاتل فيما بيننا، الفيلم يجسد الواقع ويوضح بأننا لو وضعنا أيدينا في أيدي بعض وتحاورنا فيما بيننا لصارت ليبيا جنة وتتسع للجميع.
وأضاف، الفن رسالة سامية وكنا في السابق حتى في فترة الحكم السابق كنا نبعث برسائل إلى الناس من خلال الفن ونوضح ما يحدث في البلد، والآن بلادنا تعاني الأمرين فجل القائمين على مفاصل الدولة هم يعملون بأجندة خارجية ومخططات غير معروفة وغير واضحة ولكني أذكرهم بأن الليبيين مات فيهم الخوف وعليهم أن يتقوا الله في البلاد والعباد.

مشاكل كثيرة عانينا منها أثناء تصوير الفيلم منها قلة الدعم فلم تلتفت لنا لا وزارة الإعلام ولا وزارة الثقافة، كما واجهتنا مشكلة الأمن أثناء التصوير حيث أننا كنا نخرج للتصوير في أوقات متأخرة من الليل وكانت تحدث العديد من الاشتباكات ونحن نعمل وتعرضنا أثناء تصويرنا في ميناء بنغازي إلى سقوط رصاصة قريبة من مكان التصوير ولكن الله سلم.
نتمنى أن ينال الفيلم إعجاب المتلقي الليبي وأن يبعث برسالة إلى كل المسؤولين، أشكر لصحيفة قورينا اهتمامها ومتابعتها للأحداث الفنية والثقافية وتمنياتنا لكم التوفيق في رسالتكم الإعلامية.

الفنان صالح العرفي، والذي جسد دور البطولة، يقول، إن الفيلم تدور أحداثه على مدار ساعة كاملة توضح الوضع الراهن الذي نعيشه في بلادنا كافة وبنغازي على وجه الخصوص حيث أن بداية الفيلم تدور حول أننا لو استمرينا على نفس الطريقة التي يتعامل بها الساسة ومراكز القوة لصارت ليبيا في ظلام وذهبوا بنا إلى جحيم لا يطاق متمثل في دولة لا أمن ولا أمان بها.
وأضاف، أما الجزء الثاني من الفيلم يوضح بأننا لو توحدنا وجلسنا وتحاورنا فيما بيننا ووضعنا أيدينا على جراحاتنا وضمدناها لكانت ليبيا في مصاف الدول المتقدمة في ظرف عامين أو أقل، لا أحد يكره ليبيا ولكن كل منا ينظر لها من زاويته الخاصة وكل منا يرى بأنه هو على حق لذلك يجب علينا أن نجلس ونتحاور.

وقال الفنان العرفي، أثناء تصوير الفيلم واجهتنا مشاكل عديدة حيث أن أحداث الفيلم تدور حول أن البلاد خاوية من السكان وهذا كان لا يتأتى إلا بالتصوير في أوقات متأخرة من الليل وهذا أربكنا قليلاً كون أن الوضع الأمني في البلاد غير مستقر، نتمنى أن يكون الفيلم في المستوى وينال أكثر نسبة مشاهدة.

الفنان ميلود العمروني، الذي كان من بين جمهور المتفرجين، فيقول، من خلال مشاهدتنا للفيلم تأثرنا كثيراً فهو يحمل رسالة وفكرة رائعة قدمها المخرج “خالد الشيخي” حيث أنه وفق باختياره للشخصيات الثلاثة التي جسدت أدوار الفيلم حيث أن الفنان “صالح العرفي” هو فنان معروف وأدى دوره بكل ثقة وكان الفنان “عيد سعيد” متألقاً فهو صاروخ من صواريخ الكوميديا الليبية حيث أنه مرر لنا فقرات ضاحكة فيما تعرف بالكوميديا السوداء والتي يكون الضحك فيها وسط الألم، كما أن اختيار الفنان “حمد الغرباوي” كان موافقاً وكان ملكاً للأدوار القصيرة وكان خروجه في الفيلم به الكثير من الإثارة.

تقييم الفيلم الآن يعد شيء صعب ولكن بغض النظر عن سينما السبعينيات وبالرغم من قلة الإمكانيات إلا أن هذا الفيلم هو أول خطوة على الطريق لإنشاء سينما بالإمكانيات الحالية المتاحة.
وأضاف، إن ما ينقص الفيلم والفقر وعدم توفير كل الإمكانيات يزيد من روعة العمل ويعمق المأساة التي نعيشها، نتمنى أن تصل الرسالة للمسؤولين وللمواطنين وأن يعملوا بها حتى لا تضيع ليبيا من بين أيدينا.

مقالات ذات علاقة

محاضرة تناقش أضرار الاستعمار الإيطالي في ضوء معاهدة الصداقة

مهند سليمان

أهمية التراث الأثري في ليبيا بالمركز الليبي للمحفوظات

مهند سليمان

فاصلة تُشهِر كتابها القصصي الأول (ترميم)

مهنّد سليمان

اترك تعليق