شعر

الرافلُ في قلقِ الرغيف والأرض

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي
من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

بروحٍ زجاجية يركضُ مثل أرنبٍ بريٍّ مفزوع
يَرقُبُ من فتحتين في المدى
درويشٌ له تنهيدةٌ خضراء
قد يكون نجا من الأمسِ بأعجوبة
يحومُ حول فكرةٍ بترها الضياع
يحتطبُ من غفْوةِ السرب
يُحصي الأقاويل التي تُفشِيها غيمة مُتلهّفة
يشحذُ لغة الضمير
يحملُ على كاهله خدوش العابرين التعساء
يبحث في تضاريس الخُرافة وجغرافيا الوقت المهدور
عن قشّة أضغاثٍ وحُلُمٍ ضئيل
في كفّهِ مِعولَ اللاجدوى، ينبشُ عن قصيدة ملساء
خلّفتها لغة الوجع اليائسة
تلك التي تسربت من لِحاء الرِيبة
تئن بفداحة مريبة، ستؤوبُ حتما إلى الهباء
ستندثر ذات حزن في المسافة الفاصلة بين قلقين
يرزحُ تحت نميمة الكلمات الواهنة
تائهٌ في سبيادجا الوهم
يتقيأُ انتكاسة الرذاذ
يخْنُقُ ريعان الهاجس
يصطخب في جوفي فتور يتوجّع
عالقٌ في ترّهات الضمير البائت
قد ينتحرُ يوما في فجوةٍ زرقاء مواربة
لم يُنْجِهِ طوقهُ الأزلي
مُراوغٌ مُذْ كان يتسكعُ في شوارع عقيمة مُستفزة
الزقاقُ الرملي كأنه بيت عزاء
يبتلع الغرباء بذاكرةٍ هشّة
يغتاله جزء المدينة المفقود من روح التاريخ
تشهد على عصرهِ ساعة رملية لقيطة
تؤزّها حكمة الماء
يرسمُ لنا وجع المحابر
المُنسابة من لثغةِ الوجد
كسفرٍ بعيد يتسربلُ
من كُوّةِ البياض
إلى صهيل في أحداق القوافي
حيث سال الليل جوريًا من حقيبة أرملةٍ خُلاسية
لفظها شارع النبلاء، كانت ترنو لبقايا أغنية غجرية
تكتبُ على حيطان الأرق
الهايكو المجيد بإصْبعِ أحمرها ببراعةٍ ذكورية
فيا تُرى من أين تقتبسُ ضحكتها الكرنفالية؟

مقالات ذات علاقة

أبو خزيمة ووباء الكورونا!!!

المشرف العام

احتياج

ناصر سالم المقرحي

قبل أن أنسى !

منيرة نصيب

اترك تعليق