الطيوب
عن دار الكتاب، بتونس، صدر للكاتب والروائي الليبي محمد الأصفر، روايته المعنون (سيرة الدوبلير)، بغلاف لأحد اعمال الفنان الليبي جمال الشريف.
تدور أحداث الرواية بمدينة بنغازي، بحديقة الملح، الحديقة التي كان يُصدر منها العثمانيون الملح قبل دخول الاستعمار الإيطالي، التي تحولت إلى حديقة عامة، وهدم القلعة العثمانية ومن بعد بناء سينما برينتشي وملحقاتها من مقاهي ومطاعم.
من الحديقة تنتقل الأحداث إلى مدينة سوسة والإسكندرية عبر شخصيات عدة تلتقي يوميًا في الحديقة. كما تتناول الرواية بشكل فانتازي أحداث ثورة فبراير إلى حين سقوط النظام، واستبدال أجسام سياسية جديدة به يكون على رأسها الكثير ممن كانوا يحرقون وقتهم في الحدائق مع السجائر وأكواب القهوة.
عن الرواية، يقول الكاتب الليبي سالم العوكلي عن الرواية: (في كون الأصفر السردي الدروب متاهة، والاستقامة وهم. فكل مستقيم هو في الواقع معوج، روايته لا تستجدي مقولات، مثل البنية. والخط الدرامي والسياق .. وغيرها. إنها متاهة حقيقية. لكنك لا تملك إلا أن تستمتع بالضياع فيها ومعها. روايته لا يكتبها بأصابعه. أو بعقله. أو بوعيه. إنما يكتبها بأقدامه التي أينما حطت أو خط يشتعل السرد. لا شيء يفعله سوى أنه يتسلى بتحريف (نسبة إلى الحرف) حياته .. وبتحريف (نسبة إلى الانحراف) مسار كتابته كلما أحس أنها تماثلت إلى الحكي الحكيم .. الحياة المكتوبة شيطان ليس أخرش. وعلى جميع من دخلوا حياة الأصفر أن يدفعوا الثمن. حيث لا مقر من خضوعهم لطقوس التعري التي يمارسها راقصاً .. إنه بظفر حاد يكتب على البخار المتكثف على زجاج الحياة ليتمكن من الرؤية والرؤيا. ويلهث دون هوادة في صحراء لا دروب لها .. آثار أقدامه على الورق تشي بعطش قديم إلى البوح. عطش لأن يحكي ويشعر ويشتم ويقبّل ويبصق في وجه أي أحد.).