متابعات

الألعاب الشعبية محط احتفاء بيت اسكندر

معرض الألعاب الشعبية في ليبيا

بمناسبة مرور الذكرى السنوية الخامسة لافتتاح وتأسيس فضاء بيت اسكندر للفنون والثقافة بالمدينة القديمة طرابلس زنقة فرنسيس افتتح مساء يوم السبت 20 من شهر إبريل الجاري معرض الألعاب الشعبية في ليبيا تحت عنوان (وقت للتسلية) الذي جاء نتاجا لورشة عمل استغرقت ما يزيد عن العام ونيِّف تحديدا خلال شهر يناير عام 2023م تحت إشراف كل من الفنان “عبد الرزاق الرياني”، والفنانة “عفاف الصومالي”، وذلك بمشاركة مجموعة من الفنانين والرسامين التشكيليين كما أقيم على هامش المعرض حفل معايدة بمناسبة عيد الفطر المبارك.

تجسير المسافة المعرفية
من جانبه أعرب السيد “مصطفى اسكندر” صاحب بيت اسكندر للفنون عن شكره وتقديره لكل الجهات الرعاية والمساهمة اللذين قدموا الدعم والمساندة لجهود بيت اسكندر للارتقاء بالحركة الفنية الليبية مشيرا إلى دور البيت في المشاركة في المحافل والتظاهرات الفنية والثقافية داخل ليبيا وخارجها بإقامة عدد من المعارض التشكيلية، وحول ورشة الألعاب الشعبية أوضح اسكندر أن الورشة تهدف إلى نقل التجربة والمعرفة الفنية من الفنان إلى المتلقي بشكل مباشر وسلس بغية دعم صيرورة الفن من مبدأ الفكرة وحتى اللوحة.

الألعاب كموروث شعبي
فيما أضافت التشكيلية “عفاف الصومالي” بالقول : إن الألعاب الشعبية كانت ولازالت بكافة أبعادها تخظى بالاهتمام باعتبارها نشاط اجتماعي فطري يتنامي ويتغير وفق الاحتياج العمري بخلق نوع من الاتزان النفسي، وتابعت قائلة : إن الكثير من الفنانين قد سجلوا على مر التاريخ هذا الجانب وفق منظورهم الخاص في عملية بناء الخطاب الفني. بينما أكد الفنان “عبد الرزاق الرياني” بأن الألعاب كانت على مر التاريخ مصدر إلهام للفنان لرسم أعماله الإبداعية موضحا أن الألعاب الشعبية تشكل داخل المجتمع الليبي جزءا من الموروث الشعبي كونها تقام في مواسم مختلفة من العام، مؤكد على أهمية ورشة العمل الخاصة بالألعاب الشعبية فهي نموذج حي على العمل الجماعي الجاد الذي قلما نجده في حركة التشكيل الليبي حسب تعبيره.

طالع هنا حوار الطيوب مع التشكيلي عبد الرزاق الرياني

تمثلات الألعاب الشعبية
وعطفا على الأعمال المشاركة نتوقف عند أبرز اللوحات المشاركة بالمعرض، وتجيء في المقدمة لوحة للفنانة “جُهينة شعبان”، وهي عبارة عن رسم لثلاثة فتيات يلعبن لعبة (البمبلة أو العروسة وخويلاتها) التي تُصنع من بقايا القماش وتُحشى بالصوف، واللعبة تحظى بخصوصية لدى الفتيات الصغيرات تنتشر تقريبا في معظم ثقافات اللعب لدى عدة شعوب، كما نتوقف كذلك عند لوحة للفنانة الواعدة “خولة منجي الخطري” حيث تجسد لعبة الاستغماية أو (اللبيدة ، وابيس)، وتتناول اللوحة ملامح هذه اللعبة المسماة في اللهجة الليبية باللبيدة وفي اللغة الأمازيغية تامركوست، وتلعب بعدة أوجه فهي أكثر الألعاب شيوعا بين الفتيات فتيان وفتيات معتمدة على طريقة القرعة وثيمة الاختباء، ويشارك الفنان “عبد الناصر أبوعجيلة” بلوحة تحاكي لعبة (الفرارة أو الفرنانة) إذ تتكون هذه اللعبة مراوح صغيرة مصنوعة من سعف وفروع النخيل، وتُشكل الفروع المتشابكة وبداخلها عود حاد من فرع صغير وتُدار بالركض عكس اتجاه الريح، في المقابل يشارك الفنان “محمد المنصف العكرمي” بلوحة تجسد لعبة (النطة أو تنقيزت الجرد)، وهي لعبة رياضية يتعاطى مع لعبها الشباب المراهقين لاسيما ممن ينتمون إلى المناطق ذات الطبيعة الريفية، وتُمارس غالبا في المناسباب الاجتماعية مثل الأعياد والأفراح ومواسم الحصاد، ويشار إلى أن هذه اللعبة تشبه نوعا ما الألعاب الأولمبية كونها تعتمد على القفز بالجسم للأمام ليكون عقب القدم في المؤخرة، ويلقى ويدفع بالجسم نحو الأمام.

مقالات ذات علاقة

فاطمة غندور تُضيء على التاريخ المنسي للمرأة الليبية

مهند سليمان

احتفالية توزيع جائزة أحمد إبراهيم الفقيه للرواية لعام 2022

مهند سليمان

وزارة الثقافة تحتفل في يوم التراث بإدراج 22 موقعا بالأيسيسكو

مهند سليمان

اترك تعليق