الطيوب
لم يكن إعصار دانيال، الذي ضرب المنطقة الشرقية من بلدنا الحبيب؛ ليبيا في 10 سبتمبر 2023م، إعصاراً عادياً، فمازالت بعض المدن تعاني من آثاره حتى لحظة كتابتنا هذه السطور، وأكثر هذه المدن المتضررة، مدينة درنة.
لقد تسبب إعصار دانيال، في فيضان وادي درنة، نتيجة انهيار سدا المدينة، ليجرف السيل في طريقه كل ما صادفه، يحطم، ويقلب، ويدمر، ويلقى بما يحمل في البحر، الذي تغير لونه من الأزرق إلى البني، ولازال.
تقول المعلومات الواردة، إن جزءً كبيراً من المدينة دمرته السيول، وجرفته، ويقدر البعض إن منطقة الدلتا من المدينة المواجهة للبحر، تقريباً 25% من حجم المدينة قد اختفى، معالم وبشر!
ما الذي فقدته مدينة درنة
وإن كان الإعصار قد استمر لساعات، إلا أن آثاره مازالت مستمرة حتى اليوم، مسبباً الكثير من الخسائر المادية والمعنوية؛ والثقافية على وجه الخصوص.
فقد فقدت مدينة درنة، مجموعة من رجالاتها وأعلامها وأدبائها، ورياضيها، نذكر منهم: الشيخ فتح الله العوكلي، الشاعر مصطفى الطرابلسي، الكاتب سمير الشويهدي، منصف الصالحين، الإعلامي رمضان ساسي، اللاعب محمد القاضي، المناضل عزالدين بوخنة، الدكتور خالد عبدآلة، والأستاذ يحيى الميسوري.
إضافة لهذه الأسماء، فإن بعضا من معالم مدينة درنة إما تضررت أو دمرت، فقد تضررت بشكل كبير باحة جامع الصحابة بالمدينة، واختفى المسجد العتيق بالمدينة، إضافة للمدينة القديمة، ومقهاها أو ما يعرف برواد العتيق، أما سوق الظلام والبياصة الحمراء، فقد دمرت أجزاء كبيرة منهما بالكاد تعرف بالمكان.
من الأمور المحزنة، أنه قبل أيام من وصول الإعصار، أقيمت ندوة بعنوان (وادي درنة، تبعات الإهمال ومخاطر الانهيارات) للأستاذ ميلاد الحصادي، تحديا قبل 4 أيام من تاريخ وصول الإعصار للمدينة، ببيت درنة الثقافي، وهو من المباني التي جرفها السيل. أما الندوة فم تلق أذناً صاغية!
من المعالم الطبيعية التي نالها الفيضان، شلال درنة، وما جاوره، من وديان وأحواض صغيرة، إضافة إلى الطريق الموصل للشلال، والجسر القديم.
في المقابل، كشف الفيضان عن مجموعة من المغارات على شاطئ البحر، وعلى جوانب وادي درنة، إضافة إلى مقبرة قديمة، كشف السيل عن عظام من وارتهم. كما كشفت السيول جانباً من السور الروماني الذي يحيط مدينة درنة، والذي كان ظاهراً إلى وقت من القرن الماضي.